( تنبيه ) : قيل وإن
nindex.php?page=treesubj&link=18932أول من نطق بالشعر آدم عليه السلام كما ذكره
ابن جرير الطبري في تفسيره عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه ، قال لما قتل
قابيل أخاه
هابيل بكى
آدم عليه السلام وجزع وأسف على فقده ، ورثاه بشعر يعزى إليه ، وهو هذا الشعر فقال :
تغيرت البلاد ومن عليها ووجه الأرض مغبر قبيح تغير كل ذي طعم ولون
وقل بشاشة الوجه الصبيح وبدل أهلها أثلا وخمطا
بجنات من الفردوس فيح وجاورنا عدوا ليس ينسى
لعين ما يموت فنستريح قتل قابيل هابيل أخاه
فوا أسفا على الوجه المليح فما لي لا أجود بسكب دمعي
وهابيل تضمنه الضريح أرى طول الحياة علي غما
وما أنا في حياتي مستريح
[ ص: 199 ] قلت : لا يخفى ما في هذا الشعر من الأقوى وهو يخالف القافية في الإعراب ، فإن منها ما هو مرفوع ومنها ما هو مجرور ، وقد أنكر كثير من العلماء نسبة هذه الأبيات
لآدم عليه السلام ، وقال إنه ممنوع من الشعر كسائر الأنبياء ، ونسب ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس رضي الله عنهما .
وفي سيرة
ابن هشام حدثني بعض أهل العلم بالشعر أن هذه الأبيات أول شعر قيل في
العرب ، وأنها وجدت مكتوبة في حجر في
اليمن ولم يسم لي قائلها ، وهي هذه :
يا أيها الناس سيروا إن قصدكمو أن تصبحوا ذات يوم لا تسيرونا
حثوا المطي وأرخوا من أزمتها قبل الممات وقضوا ما تقضونا
كنا أناسا كما كنتم فغيرنا دهر فأنتم كما كنا تكونونا
ونسبها
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق إلى
عمرو بن الحارث بن مضاض الأكبر وهو صاحب الأبيات التي أولها قوله :
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا أنيس ولم يسمر بمكة سامر
بلى نحن كنا أهلها فأزالنا صروف الليالي والجدود العواثر
وكنا ولاة البيت من بعد نابت نطوف بذاك البيت والخير ظاهر
ونحن ولينا البيت من بعد نابت بعز فما يخطئ لدينا المكاثر
ملكنا فعززنا فأعظم بملكنا فليس لحي غيرنا ثم فاخر
القصيدة بطولها .
( تَنْبِيهٌ ) : قِيلَ وَإِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=18932أَوَّلَ مَنْ نَطَقَ بِالشِّعْرِ آدَم عَلَيْهِ السَّلَامُ كَمَا ذَكَرَهُ
ابْنُ جَرِيرِ الطَّبَرِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ لَمَّا قَتَلَ
قَابِيلُ أَخَاهُ
هَابِيلَ بَكَى
آدَم عَلَيْهِ السَّلَامُ وَجَزِعَ وَأَسِفَ عَلَى فَقْدِهِ ، وَرَثَاهُ بِشِعْرٍ يُعْزَى إلَيْهِ ، وَهُوَ هَذَا الشِّعْرُ فَقَالَ :
تَغَيَّرَتْ الْبِلَادُ وَمَنْ عَلَيْهَا وَوَجْهُ الْأَرْضِ مُغْبَرٌ قَبِيحُ تَغَيَّرَ كُلُّ ذِي طَعْمٍ وَلَوْنٍ
وَقَلَّ بَشَاشَةُ الْوَجْهِ الصُّبَيْحِ وَبُدِّلَ أَهْلُهَا أَثْلًا وَخَمْطًا
بِجَنَّاتٍ مِنْ الْفِرْدَوْسِ فِيحِ وَجَاوَرَنَا عَدُوًّا لَيْسَ يُنْسَى
لَعَيْنٌ مَا يَمُوتُ فَنَسْتَرِيحُ قَتَلَ قَابِيلُ هَابِيلَ أَخَاهُ
فَوَا أَسَفًا عَلَى الْوَجْهِ الْمَلِيحِ فَمَا لِي لَا أَجُودُ بِسَكْبِ دَمْعِي
وَهَابِيلُ تَضَمَّنَهُ الضَّرِيحُ أَرَى طُولَ الْحَيَاةِ عَلَيَّ غَمًّا
وَمَا أَنَا فِي حَيَاتِي مُسْتَرِيحُ
[ ص: 199 ] قُلْت : لَا يُخْفَى مَا فِي هَذَا الشِّعْرِ مِنْ الْأَقْوَى وَهُوَ يُخَالِفُ الْقَافِيَةَ فِي الْإِعْرَابِ ، فَإِنَّ مِنْهَا مَا هُوَ مَرْفُوعٌ وَمِنْهَا مَا هُوَ مَجْرُورٌ ، وَقَدْ أَنْكَرَ كَثِيرٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ نِسْبَةَ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ
لِآدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَقَالَ إنَّهُ مَمْنُوعٌ مِنْ الشِّعْرِ كَسَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَنُسِبَ ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=11لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا .
وَفِي سِيرَةِ
ابْنِ هِشَامٍ حَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالشِّعْرِ أَنَّ هَذِهِ الْأَبْيَاتَ أَوَّلُ شِعْرٍ قِيلَ فِي
الْعَرَبِ ، وَأَنَّهَا وُجِدَتْ مَكْتُوبَةً فِي حَجَرٍ فِي
الْيَمَنِ وَلَمْ يُسَمِّ لِي قَائِلَهَا ، وَهِيَ هَذِهِ :
يَا أَيُّهَا النَّاسُ سِيرُوا إنَّ قَصْدَكُمُو أَنْ تُصْبِحُوا ذَاتَ يَوْمٍ لَا تَسِيرُونَا
حُثُّوا الْمَطِيَّ وَأَرْخُوا مِنْ أَزِمَّتِهَا قَبْلَ الْمَمَاتِ وَقَضُّوا مَا تُقَضُّونَا
كُنَّا أُنَاسًا كَمَا كُنْتُمْ فَغَيَّرَنَا دَهْرٌ فَأَنْتُمْ كَمَا كُنَّا تَكُونُونَا
وَنَسَبَهَا
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ إلَى
عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُضَاضٍ الْأَكْبَرِ وَهُوَ صَاحِبُ الْأَبْيَاتِ الَّتِي أَوَّلُهَا قَوْلُهُ :
كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الْحَجُونِ إلَى الصَّفَا أَنِيسٌ وَلَمْ يَسْمُرْ بِمَكَّةَ سَامِرُ
بِلًى نَحْنُ كُنَّا أَهْلَهَا فَأَزَالَنَا صُرُوفُ اللَّيَالِي وَالْجُدُودُ الْعَوَاثِرُ
وَكُنَّا وُلَاةَ الْبَيْتِ مِنْ بَعْدِ نَابِتٍ نَطُوفُ بِذَاكَ الْبَيْتِ وَالْخَيْرُ ظَاهِرُ
وَنَحْنُ وُلِينَا الْبَيْتَ مِنْ بَعْدِ نَابِتٍ بِعِزٍّ فَمَا يُخْطِئُ لَدَيْنَا الْمُكَاثِرُ
مَلَكْنَا فَعَزَزْنَا فَأَعْظِمْ بِمُلْكِنَا فَلَيْسَ لِحَيٍّ غَيْرُنَا ثَمَّ فَاخِرُ
الْقَصِيدَةَ بِطُولِهَا .