الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 140 ] آ. (2) قوله : يدخلون إما حال إن كان "رأيت" بصرية وفي عبارة الزمخشري: "إن كانت بمعنى أبصرت أو عرفت" وناقشه الشيخ: بأن رأيت لا يعرف كونها بمعنى عرفت. قال: "فيحتاج في ذلك إلى استثبات. وإما مفعول ثان إن كانت بمعنى علمت المتعدية لاثنين. وهذه قراءة العامة أعني: يدخلون مبنيا للفاعل. وابن كثير في رواية "يدخلون" مبنيا للمفعول و "في دين" ظرف مجازي، وهو مجاز فصيح بليغ هنا.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: أفواجا حال من فاعل "يدخلون" قال مكي: "وقياسه أفوج. إلا أن الضمة تستثقل في الواو، فشبهوا فعلا يعني بالسكون بفعل يعني بالفتح، فجمعوه جمعه" انتهى. أي: إن فعلا بالسكون قياسه أفعل كفلس وأفلس، إلا أنه استثقلت الضمة على الواو فجمعوه جمع فعل بالتحريك نحو: جمل وأجمال; لأن فعلا بالسكون على أفعال ليس بقياس إذا كان فعل صحيحا نحو: فرخ وأفراخ، وزند وأزناد، ووردت منه ألفاظ كثيرة، ومع ذلك فلم يقيسوه، وقد قال الحوفي شيئا من هذا.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: بحمد ربك حال، أي: ملتبسا بحمده، وتقدم تحقيق هذا في البقرة عند قوله: ونحن نسبح بحمدك .

                                                                                                                                                                                                                                      (تمت بعونه تعالى سورة النصر)

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية