الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        3513 - حدثنا ربيع المؤذن ، قال : ثنا ابن وهب ، عن الليث ، أن ابن شهاب حدثه ، عن عمرة ، أن عائشة رضي الله عنها أخبرت ، أن أبا سعيد الخدري يفتي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يصلح للمرأة أن تسافر إلا ومعها محرم . فقالت : ( ما لكلهن ذو محرم ) .

                                                        فإن الحجة عليهم في ذلك ما قد تواترت به الآثار التي قد ذكرناها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهي حجة على كل من خالفها .

                                                        فإن قال قائل : إن الحج لم يدخل في السفر الذي نهي عنه في تلك الآثار ، فالحجة على ذلك القائل حديث ابن عباس الذي بدأنا بذكره في هذا الباب ؛ إذ يقول : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " لا تسافر امرأة إلا مع محرم " . [ ص: 116 ] فقال له رجل : إني أردت أن أحج بامرأتي ، وقد اكتتبت في غزوة كذا وكذا ، فقال : " احجج بامرأتك " .

                                                        فدل ذلك على أنها لا ينبغي لها أن تحج إلا به ، ولولا ذلك لقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وما حاجتها إليك ؛ لأنها تخرج مع المسلمين ، وأنت فامض لوجهك فيما اكتتبت " .

                                                        ففي ترك النبي صلى الله عليه وسلم أن يأمره بذلك ، وأمره أن يحج معها دليل على أنها لا يصلح لها الحج إلا به .

                                                        فإن قال قائل : قد رويتم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " لا تسافر امرأة مسيرة ثلاثة أيام إلا مع ذي محرم " .

                                                        وقد روي عنه من قوله بعد النبي صلى الله عليه وسلم خلاف ذلك .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية