الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8647 - من حمل علينا السلاح فليس منا ( مالك حم ق ن هـ) عن ابن عمر .

التالي السابق


(من حمل) وفي رواية: من شهر (علينا السلاح) أي قاتلنا بالسلاح، فهو منصوب بنزع الخافض، وجعلهم مفعول "حمل" و "علينا" حالا أي حمله علينا لا لنا لنحو حراسة عن دفع عدو، ذكره الطيبي، وهو هنا ما أعد للحرب، وفي رواية بدل "السلاح" "السيف"، وكنى بالحمل عن المقاتلة أو القتل اللازم له غالبا، قال ابن دقيق العيد: يحتمل أن يراد بالحمل ما يضاد الوضع ويكون كناية عن القتال به، ويحتمل أن المراد حمل للضرب به، وكيفما كان ففيه دلالة على تحريم قتال المسلمين والتشديد فيه، وقال ابن العربي: حمل السلاح لا يخلو أن يكون باسم حرابة أو تأويل أو ديانة، فإن كان لحرابة فجزاؤه نص في الكتاب، أو منازعة في ولاية فهم البغاة بشرطه، أو لديانة فإن كانت بدعة فإن كفرناه بها فمرتد، وإلا فكمحارب في القتل والقتال (فليس منا) إن استحل ذلك، فإن لم يستحل فالمراد ليس متخلقا بأخلاقنا ولا عاملا بطرائقنا. أطلقه مع احتمال إرادة ليس على ملتنا مبالغة في الزجر عن إدخال الرعب على الناس، وجمع الضمير ليعم جميع الأمة

( مالك [ ص: 122 ] حم ق ن هـ عن ابن عمر) بن الخطاب، ورواه مسلم عن أبي هريرة وزاد فيه: ومن غشنا فليس منا.



الخدمات العلمية