الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8989 - من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار (هـ) عن جابر - (ض)

[ ص: 213 ]

التالي السابق


[ ص: 213 ] (من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار) أي استنار وجهه وعلاه بهاء وضيء، وفي العوارف وجهان في معنى هذا الحديث: أحدهما اكتسابه نورا وضياء، والثاني أن وجوه أموره التي يتوجه إليها تحسن وتدركه المعونة منه تعالى في تصاريفه وأسراره، والتوفيق في أقواله وأفعاله، وقال غيره: التهجد بالليل يغسل الوجه عن الكدورات الحادثة بالنهار عن رؤية الأغيار التي لها خدش في القلب كالدنيا، وجعل صاحب الكافي من الحنفية هذا دليلا على أن حسن الوجه من الصفات التي يقدم بها للإمامة فقال: قوله "أحسنهم وجها" أي أكثرهم صلاة بالليل لهذا الحديث، قال في الفتح: والمحدثون لا يثبتونه

(هـ عن جابر) بن عبد الله، قال العقيلي : حديث باطل لا أصل له، ولم يتابع ثابتا عليه ثقة، وأطنب ابن عدي في رده وأنه منكر، بل مثلوا به للموضوع غير المقصود، وممن مثل له به الحافظ العراقي في متن الألفية وقال: لا أصل له، ولم يقصد ثابت وضعه، وإنما دخل على شريك وهو بمجلس إملائه عند قوله: حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم....، ولم يذكر المتن، فقال شريك متصلا بالسند أو المتن حين نظر إلى ثابت ممازحا له: من كثرت صلاته... إلخ معرضا بزهده وعبادته، فظن ثابت أن هذا متن السند فحدث به اهـ. ومن العجب العجاب أن المؤلف قال في كتابه "أعذب المناهل": إن الحفاظ حكموا على هذا الحديث بالوضع وأطبقوا على أنه موضوع، هذه عبارته، فكيف يورده في كتاب ادعى أنه صانه عما تفرد به وضاع؟ وأورده ابن الجوزي في الموضوعات، وقال الذهبي : فيه ثابت بن موسى الضبي الكوفي العابد، قال يحيى: كذاب، وقال غيره: خبر باطل، وقال الحاكم : هذا لم يثبت عن المصطفى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم، ولم ينطق به قط علماء الحديث.



الخدمات العلمية