[ ص: 81 ] ( حدثنا ) بضم الحاء وفتح الراء فتحتية ساكنة فمثلثة ( أخبرنا ) وفي نسخة أنبأنا ( أبو عمار الحسين بن حريث الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن قال : أبي هريرة ) بفتح المثناة ، وكسر الراء وتخفيف الميم بلفظ المضارع من الورم هكذا سمع ، وهو نادر ، نقله كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي حتى ترم قدماه ميرك عن الشيخ ، وهو كذا في أصل السيد ، وفي نسخة صحيحة حتى تورم قدماه ، وهو على صيغة الماضي أو المضارع بحذف إحدى التاءين من التورم ، ولما كان الفعل مسندا إلى ظاهر المؤنث الغير الحقيقي جاز فيه الأمران ثم نصبه على تقدير أن بعد حتى ( قال ) أي : ( فقيل له تفعل هذا ) أي : هذا الاجتهاد ، والمعنى : أتفعل هذا ؟ ! كما في نسخة ، والاستفهام للتعجب ( وقد جاءك أي : والحال أنه جاءك من عند الله في كتابه ( إن الله تعالى قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) وأحسن ما قيل فيه أن حسنات الأبرار سيئات المقربين ; لأن الإنسان لا يخلوا عن تقصير وتوان ونسيان ، وسهو كما قال - عز وجل - أبو هريرة كلا لما يقض ما أمره وأبعد من قال : المراد بذنب ما تقدم ذنب آدم ، وبذنب ما تأخر ذنب الأمة ، والظاهر أن المراد بما تقدم ما فعله مع نوع من التقصير وبما تأخر ما تركه سهوا أو نسيانا في التأخير ، والحاصل أنه لا يستغن أحد عن فضله سبحانه ولذا قال - صلى الله عليه وسلم - : " لن ينجو أحد منكم بعمله ، قالوا : ولا أنت يا رسول الله قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته " ، وبهذا يتبين أن الله تعالى لو عمل بالعدل مع الخلق لعذب الأولين والآخرين وهو غير ظالم لهم ، فنسأل الله من فضله ونستعيذ من عدله ( قال أفلا أكون عبدا شكورا .