( باب ما جاء في ) خاتم النبوة
أي في تحقيق وصفه من لونه ومقداره وتعيين محله من جسد النبي صلى الله عليه وسلم ومن كونه من العلامات التي كان أهل الكتاب يعرفونها ، والخاتم بالفتح والكسر بمعنى : الطابع الذي يختم به ، والمراد هنا هو الأثر الحاصل به لا الطابع ، والختام : الطين الذي يختم به ، ومنه قوله تعالى : ( ختامه مسك ) ، وقيل : أي آخره ; لأن في آخره يجدون رائحة المسك على ما قاله الجوهري وغيره ، ويؤيد الأول قراءة : " خاتمه " بالألف وفتح التاء ، أي : ما يختم به ، وإضافته إلى النبوة بالإبدال أو الهمز ; إما بمعنى أنه ختم على النبوة لحفظها وحفظ ما فيها تنبيها على أن النبوة مصونة عما جاء بعده صلى الله عليه وسلم كما أن الختم على الكتاب يصونه ويمنع الناظرين عما فيه ، أو للدلالة على تمامها كما يوضع الختم على الشيء بعد تمامه ، أو استيثاقها وتقريرها [ ص: 68 ] وتحقيقها كما يضرب الخاتم على الكتابة دلالة على الاستيثاق ، وإما بمعنى أنه علامة لنبوته صلى الله عليه وسلم فإنه نعت به في الكتب المتقدمة كما يدل عليه حديث الكسائي سلمان ، فكان علامة على النبي الموعود عليه السلام ، ولا يبعد أن يقصد من الإضافة المذكورة هذه الوجوه كلها ويراد بها الدلالة على أنه من عند مرسله تعالى ، ويحتمل أن تكون إضافته من قبيل خاتم فضة فكان ذلك الخاتم أيضا من نبوته ، فتأمل ، وما قيل من أنه روي بالكسر بمعنى فاعل الختم فمحله خاتم النبيين ، وفي الباب ثمانية أحاديث .