الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( حدثنا سفيان بن وكيع ، أخبرنا محمد بن بشر ) : بكسر موحدة فسكون معجمة ، أخرج حديثه الستة . ( عن علي بن صالح ) : أخرج حديثه مسلم والأربعة . ( عن أبي إسحاق ، عن أبي جحيفة ) : بضم جيم وفتح مهملة وسكون باء بعدها فاء ، صحابي مشهور ، كان في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لم يبلغ ، روي عنه خمسون حديثا ، حديثان في [ ص: 115 ] البخاري وفي مسلم ثلاثة وفيهما حديثان . ( قال قالوا ) : أي الصحابة أو رئيسهم أبو بكر والجمع للتعظيم ، والأول أظهر ، وإنما نسب إليهم مع أن القائل واحد لاتفاقهم في معنى هذا القول فكأن جميعهم قالوا . ( يا رسول الله نراك ) : يحتمل أن يكون من الرؤية بمعنى العلم ، وقوله : ( قد شبت ) : في محل نصب على أنه مفعول ثان ، وأن يكون بمعنى الإبصار " وقد شبت " حال من مفعول نراك ، وهو الأظهر . ( قال : شيبتني هود وأخواتها ) : أي أشباهها التي فيها ذكر القيامة وعذاب الأمم السالفة ، وأما قول ابن حجر : لعلها المفصلة في الحديث السابق ، وقوله : كان وجه تخصيص هذه السور بالذكر أنه صلى الله عليه وسلم حال إخباره بذلك لم يكن أنزل عليه ما يشتمل على ما مر غيرهما فغير ظاهر ، بل غير صحيح ; لأن العلة المذكورة حيثما وجدت في القرآن يكون سببا لضعف القوى ، والسور المكية هي التي تشتمل على وقائع الأمم السالفة كالشعراء وطه والأنبياء والقصص وغيرهما ، ولا شك أن السؤال كان بالمدينة ، والمدنيات منحصرة في الخمس الأول وفي الرعد والفتح والتي قبلها وبعدها والرحمن والحديد وقد سمع والدهر والنصر ، وليس في شيء منها ما يناسب السبب المتقدم المذكور في غيرها ، وقد جاء حديث مصرح لما ذكرنا وهو ما أخرج ابن سعد عن أنس ، قال : بينا أبو بكر وعمر جالسان نحو المنبر إذ طلع عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض بيوت نسائه يمسح لحيته ويرفعها فينظر إليها . قال أنس : وكان أبو بكر رجلا رقيقا ، وكان عمر رجلا شديدا ، فقال أبو بكر : وأمي لقد أسرع فيك الشيب ، فرفع لحيته بيده فنظر إليها وذرفت عينا أبي بكر ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أجل شيبتني هود وأخواتها " ، قال أبو بكر : بأبي وأمي ما أخواتها ؟ قال : " الواقعة ، والقارعة ، وسأل سائل ، وإذا الشمس كورت " . وقد علمت أن القارعة وسأل سائل غير مذكورتين في السور المفصلة السابقة ، وفي رواية " شيبتني هود وأخواتها وما فعل بالأمم قبلي " .

التالي السابق


الخدمات العلمية