الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري ، حدثنا معن ، حدثنا مالك ، عن ابن شهاب ) أي : الزهري ( عن السائب بن يزيد عن المطلب بن أبي وداعة ) بفتح الواو ( السهمي ، عن حفصة ) أي : بنت عمر رضي عنها ( زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ورواه مسلم عنها أيضا ( قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في سبحته ) بضم سين ، وسكون موحدة أي : في نافلته ( قاعدا ) وسميت النافلة سبحة لاشتمالها على التسبيح ، والأظهر ما قاله بعضهم ، وإنما خصت النافلة بذلك ; لأن التسبيح الذي في الفريضة نافلة فقيل لصلاة النافلة سبحة ; لأنها كالتسبيح في الفريضة .

قال ميرك : وزاد مسلم من هذا الوجه في أوله : ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سبحته جالسا حتى إذا كان قبل موته بعام فكان يصلي في سبحته جالسا الحديث ( ويقرأ بالسورة ) أي : القصيرة كالأنفال مثلا ( ويرتلها ) أي : بتبيين حروفها ، وحركاتها وسكناتها ، وتمييز مخارجها وصفاتها وبالتأني في مبانيها ، والتأمل في معانيها ، وقيل الترتيل أداء الحروف ، ومحافظة الوقوف ( حتى تكون ) أي : تصير لاشتمالها على الترتيل ( أطول منها ) أي : من طويلة خالية عن الترتيل كالأعراف مثلا كذا قيل ، والأظهر أن يقال التقدير حتى تكون أي : السورة التي يرتلها أطول من سورة هي أطول من تلك السورة المرتلة حال كونها غير مرتلة .

التالي السابق


الخدمات العلمية