( حدثنا حدثنا ) وفي نسخة أنبأنا ( علي بن حجر ) بضم همز وفتح ميم نسبة ( عن يحيى بن سعيد الأموي ) بجيمين مصغرا ( عن ابن جريج ) بالتصغير ( عن ابن أبي مليكة قالت : أم سلمة كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقطع قراءته ) أي : بالتوقف من التقطيع ، وهو جعل الشيء قطعة قطعة ( يقول الحمد لله رب العالمين ) برفع الدال على الحكاية ( ثم يقف ) بيان لقوله يقطع قراءته ، والمعنى أنه كان يقرأ في باقي السورة بمثل ذلك من التقطيع في الفقرات من رءوس الآيات ( ثم يقول الرحمن الرحيم ثم يقف ) والحاصل أنه كان يقف على رءوس الآي : تعليما للأمة ، ولو فيه قطع الصفة عن الموصوف ، ومن ثمة قال البيهقي والحليمي ، وغيرهما يسن أن يقف على رءوس الآي : وإن تعلقت بما بعدها للاتباع فقدح بعضهم في الحديث بأن محل الوقف يوم الدين غفلة عن القواعد المقررة في كتب القراء إذ أجمعوا على أن الوقف على الفواصل وقف حسن ، ولو تعلقت بما بعدها ، وإنما الخلاف في أن الأفضل هل الوصل أو الوقف فالجمهور كالسجاوندي وغيره على الأول ، والجزري على الثاني ، وكذا صاحب القاموس حيث قال : صح أنه - صلى الله عليه وسلم - وقف على رأس كل آية ، وإن كان متعلقا بما بعده ، وقول بعض القراء الوقف على ما ينفصل فيه الكلام أولى غفلة عن السنة ، وأن اتباعه - صلى الله عليه وسلم - هو الأولى انتهى ، والأعدل عدم العدول عما ورد في خصوص الوقف متابعة ثم هذا الحديث يؤيد أن البسملة ليست من الفاتحة على ما هو مذهبنا ، ومذهب . الإمام مالك
وأما قول ابن حجر ويرد بأنه لا تأييد فيه ، فيه مصادرة بل مكابرة .
ثم قوله وعلى التنزل فقد صح أنه - صلى الله عليه وسلم - عد البسملة آية فعملنا بالصريح وتركنا المحتمل .
مدفوع بأن مثل هذا لا يمنع التأييد في القول السديد مع أن جماعة من الشافعية ، وغيرهم قالوا : يسن وصل البسملة بالحمدلة للإمام وغيره ، وهو المختار عند القراء بل ورد في أفضليته بخصوصه حديث ذكرهابن العربي ، وأما ما ورد في رواية أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يقطع قراءته يقول بسم الله الرحمن الرحيم ثم يقف فمحمول على الجواز ، وأما قول بعضهم بأن المراد بالحمد لله رب العالمين سورة الفاتحة فغير مناسب هنا ; لأن قوله الرحمن الرحيم يأبى عن هذا ( وكان يقرأ مالك يوم الدين ) أي : أحيانا ، وإلا فالجمهور على حذف الألف كما في بعض النسخ ، ووجد بخط السيد جمال الدين أن صوابه ملك بحذف الألف كما يعلم من كلام المص في الجامع ، ومن شرح الشاطبية للمولى ظهير الدين الأصفهاني فما وقع في أصل الكتاب سهو من الكتاب لا من مصنف الكتاب والله أعلم بالصواب انتهى .
وقال المؤلف : في جامعه : هذا حديث غريب ، وليس إسناده بمتصل لأن روى هذا الحديث عن الليث بن سعد عن ابن أبي مليكة يعلى بن مملك لكن قال العسقلاني : نقلا عن أدركت ثلاثين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأجل من سمع منهم ابن أبي مليكة ، وأختها عائشة الصديقة أسماء ، والعبادلة الأربعة لكن أدرك من هو أعلى منهم ، ولم يسمع وأم سلمة كعلي انتهى . وإذا [ ص: 140 ] ثبت سماع وسعد بن أبي وقاص من ابن أبي مليكة ، فلم لا يجوز أن يسمع الحديث بهذا اللفظ من أم سلمة ، وسمع الحديث باللفظ المتقدم من أم سلمة يعلى بن مملك عنها بل نقول رواية الليث من المزيد في متصل الأسانيد كما ذكره ميرك شاه رحمه الله فبطل قول ابن حجر ، ولو قدح في الحديث بأن في سنده انقطاعا لأصاب مع أن المنقطع حجة عندنا إذا ورد عن ثقة على ما صرح به الإمام ابن الهمام ، ولذا قال الترمذي : على ما في المشكاة : ليس إسناده بمتصل لأن الليث روى هذا الحديث عن عن ابن أبي مليكة يعلى بن مملك عن ، وحديث أم سلمة الليث أصح .