[ ص: 161 ] سورة الناس
بسم الله الرحمن الرحيم
آ. (2 - 3) قوله : ملك الناس إله الناس : يجوز أن يكونا وصفين لـ "رب الناس" وأن يكونا بدلين، وأن يكونا عطف بيان. قال : "فإن قلت: ملك الناس، إله الناس، ما هما من رب الناس؟ قلت: عطف بيان كقولك: سيرة الزمخشري بين بملك الناس، ثم زيد بيانا; لأنه قد يقال لغيره "رب الناس" كقوله: أبي حفص عمر الفاروق، اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله . وقد يقال: ملك الناس، وأما إله الناس فخاص لا شركة فيه، فجعل غاية البيان" . واعترض الشيخ بأن البيان بالجوامد. ويجاب عنه: بأن هذا جار مجرى الجوامد. وقد تقدم في "الرحمن الرحيم" أول الفاتحة تقريره.
وقال : "فإن قلت : لم قيل: "برب الناس" مضافا إليهم [ ص: 162 ] خاصة؟ قلت: لأن الاستعاذة وقعت من شر الموسوس في صدور الناس فكأنه قيل: أعوذ من شر الموسوس إلى الناس بربهم الذي يملك أمرهم" ثم قال: "فإن قلت: فهلا اكتفي بإظهار المضاف إليه مرة واحدة. قلت: لأن عطف البيان فكان مظنة للإظهار" . الزمخشري