الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الآداب الشرعية والمنح المرعية

ابن مفلح - محمد بن مفلح بن محمد المقدسي

صفحة جزء
ثم ذكر اصطلاحات في المكاتبات والأدعية إلى أن قال : إنه يستحسن مع الرؤساء الإيجاز والاختصار لأن الإكثار يضجرهم حتى ربما يصيرهم إلى استقباح الحسن مما يكاتبون به والرد عما يسألون ، وإنه قد يكتب بعضهم إلى بعض الخلفاء يعزيه : أما بعد : فإن أحق من عرف حق الله عليه فيما أخذ منه من عظم حق الله عليه فيما أبقاه له .

واعلم أن أجر الصابرين فيما يصابون أعظم من النعمة عليهم فيما يعافون فيه . وعن المأمون سمعت الرشيد يقول : البلاغة : التباعد عن الإطالة ، والتقرب من معنى البغية ، والدلالة بالقليل من اللفظ على المعنى . وكتب الحسن بن وهب إلى مالك بن طوق في ابن أبي الشيص الشاعر : كتابي إليك كتاب خططته بيميني ، وفرغت له ذهني ، فما ظنك بحاجة هذا موقعها مني ؟ أتراني أقبل العذر فيها أو أقصر الشكر عليها . وعن جعفر بن يحيى قال : إن استطعتم أن يكون كلامكم مثل التوقيع فافعلوا .

وذكر أبو جعفر أن من مجانسة الألفاظ التي تدل على البلاغة قول ثابت البناني كثيرا : الحمد لله وأستغفر الله ، فسئل عن ذلك فقال : أنا بين نعمة وذنب فأحمد الله على النعمة وأستغفره من الذنب . واعتذر رجل إلى سليمان بن وهب فأكثر فقال له سليمان : حسبك فإن الولي لا يحاسب والعدو لا يحتسب له .

وقال بعض البلغاء : لا يرى الجاهل إلا مفرطا أو مفرطا ، وقال ابن السماك : اللهم ارزقني حمدا ومجدا ، فإنه لا حمد إلا بفعال ولا مجد إلا بمال ، اللهم إنه لا يسعني القليل ولا أسعه . وقال عند وفاته : اللهم إنك تعلم أني كنت إذ كنت أعصيك أحب أن أكون ممن يطيعك [ ص: 350 ] وكان بعضهم يقول : اللهم إني أستغفرك مما أملك وأستحلك لما لا أملك وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : اللهم أنت أرضى للرضى ، وأسخط للسخط ، وأقدر أن تغير ما كرهت وأعلم بما تقدر ، ومن دعاء علي بن الحسين رضي الله عنهما اللهم ارزقني خوف الوعيد وسرور رجاء الموعود ، حتى لأرجو إلا ما رجيت ، ولا أخاف إلا ما خوفت .

وكان جعفر بن محمد يقول : أستلطف الله لكل عسير ، فإن تيسير العسير على الله يسير ، جل ثناؤه وتقدست أسماؤه ، وكان يقول : اللهم إنك بما أنت له أهل من العفو ، أولى مني بما أنا له أهل من العقوبة ، اللهم إني أعوذ بك من الفقر إلا إليك ، ومن الذل إلا لك ، وحكى في مكان آخر هذه الدعوة عن محمد بن علي بن الحسين اللهم أعني على الدنيا بالغنى وعلى الآخرة بالتقوى ، وذكر دعاء آخر من المأثور قال : وقال غيره : اللهم إنا نعوذ بك من فتنة القول كما نعوذ بك من فتنة العمل ، ونعوذ بك من التكلف لما لا يحسن ، كما نعوذ بك من العجب مما يحسن ، ونعوذ بك من السلاطة والهذر ، كما نعوذ بك من العجز والعي والحصر .

وقال الأفوه :

فينا معاشر لم يبنوا لقومهم وإن بنى قومهم ما أفسدوا عادوا

ومنها :

لا يصلح الله قوما لا سراة لهم     ولا سراة إذا جهالهم سادوا
وإن تولى سراة القوم أمرهم     نما لذلك أمر القوم فازدادوا
تهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحت     فإن تولت فبالأشرار تنقاد

وبلغ هشاما كلام عن رجل فأتي به فاحتج فقال له هشام : أتتكلم أيضا ؟ فقال إن الله تعالى يقول : { يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها } .

فيجادل الله جل ثناؤه ولا تكلم أنت ؟ فقال تكلم بما أحببت . وقدم إلى الحجاج أسرى ليقتلوا فقدم رجل ليضرب عنقه فقال : والله لئن كنا [ ص: 351 ] أسأنا في الذنب لما أحسنت في العقوبة . فقال الحجاج أف لهذه الجيف أما كان فيها أحد يحسن مثل هذا ؟ وأمسك عن القتل .

وأتي الهادي برجل من الحبس فجعل يقرره بذنوبه فقال الرجل : اعتذاري رد عليك ، وإقراري يوجب لي ذنبا ولكني أقول :

إذا كنت ترجو في العقوبة راحة     فلا تزهدن عند المعافاة في الأجر



فعفا عنه .

ودخل رجل على المنصور فقال له : تكلم بحجتك فقال لو كان لي ذنب تكلمت بعذري وعفوك أحب إلي من براءتي . واعتذر رجل إلى الحسن بن سهل من ذنب كان له فقال له الحسن : تقدمت لك طاعة ، وحدثت لك توبة ، وكانت بينهما منك نبوة ، ولن تغلب سيئة حسنتين .

وقال إبراهيم بن المهدي :

عفوت عمن لم يكن عن مثله     عفو ولم يشفع إليك بشافع
إلا العلو عن العقوبة بعد ما     ظفرت يداك بمستكين خاضع
ورحمت أطفالا كأفراخ القطا     وحنين والهة كقوس النازع



وقال عبد الرحمن بن المبارك اليزيدي وكان معلما حذاء دار أبي العلاء وقيل له اليزيدي لأنه كان يؤدب ولد يزيد بن منصور الحميري قال في أبيات :

أنا المذنب الخطاء والعفو واسع     ولو لم يكن ذنب لما عرف العفو



قال ذلك يعتذر إلى المأمون لأنه امتن عليه بتأديبه إياه ووقف أعرابي على حلقة الحسن فقال رحم الله من تصدق من فضل ، أو واسى من كفاف ، أو آثر من قوت ، فقال الحسن ما ترك أحدا إلا وقد سأله . وقال أعرابي آخر لعبد الملك : قد جهد الناس وأحاطت بهم السنون جاءت سنة فذهبت بالمال ، ثم ردفتها سنة برت اللحم ، ثم ردفتها سنة كسرت العظم وعندك أموال فإن تكن لله فاقسمها بين عباده ، وإن تكن لهم [ ص: 352 ] فلا تخزنها دونهم ، فإن الله عز وجل بالمرصاد ، وإن تكن لك فتصدق فإن الله يجزي المتصدقين .

وسئل بعض الحكماء عن : أعدل الناس ، وأجور الناس ، وأكيس الناس ، وأحمق الناس وأسعد الناس فقال : أعدل الناس من أنصف من نفسه ، وأجور الناس من رأى جوره عدلا ، وأكيس الناس من أخذ أهبة الأمر قبل نزوله ، وأحمق الناس من باع آخرته بدنيا غيره ، وأسعد الناس من ختم له في عاقبة أمره بخير وقيل للعتابي فلان بعيد الهمة . فقال : إذا لا يكون له غاية دون الجنة .

وقال بعض الأعراب إن الله عز وجل رفع درجة اللسان فأنطقه بتوحيده بين الجوارح وضحك المعتصم من عبد العزيز المكي وكان مفرط القبح فقال المكي للمأمون : مما يضحك هذا ؟ والله ما اصطفي يوسف لجماله ، وإنما اصطفاه لبيانه قال { فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين } .

فبياني أحسن من وجه هذا فضحك المأمون وأعجبه كلامه وقال بعضهم الكلام الجزل ، أغنى المعاني عن اللطيفة من المعاني اللطيفة عن الكلام الجزل فإذا اجتمعنا فذاك البلاغة وقال بعض الحكماء البلاغة أن يظهر المعنى صريحا والكلام صحيحا وقال غيره أفضل اللفظ بديهة امرئ وردت في مكان خوف .

قال أبو جعفر النحاس يستحسن الكتاب أن تكون الألفاظ غير ناقصة عن المعاني في المقدار والكثرة فإذا كتبوا حسن عندهم أن تكون من الألفاظ غير ناقصة عن المعاني ولا زائدة عليها إلا في موضع يحتاج فيه إلى الإسهاب ويستحسن في هذا ما قاله جعفر بن يحيى إذا كان الإكثار أبلغ كان الإيجاز تقصيرا ، وإذا كان الإيجاز كافيا كان الإكثار عيا . ودخل عمر بن سعد على معاوية بعد موت أبيه فقال له يا عمر إلى من أوصى بك أبوك ؟ فقال : أوصى إلي ولم يوص بي . وقيل لعيسى بن عاصم ما البلاغة قال : الإيجاز .

وقيل للأصمعي ما حد الاختصار ؟ قال حذف الفضول وتقريب البعيد وسئل رجل عن البلاغة ؟ فقال : سهولة اللفظ وحسن البديهة وقال آخر : [ ص: 353 ] أحسن القول أوجزه وأهنأ المعروف أوحاه .

وقال معن بن زائدة لرجل من بني شيبان ما هذه الغيبة المنساة ؟ قال : أبقى الله الأمير في نعم زائدة ، وكرامة دائمة ، ما غاب أيها الأمير عن العين من ذكره القلب وما زال شوقي إلى الأمير شديدا ، وهو دون ما يجب له علي ، وذكري له كثير وهو دون قدره عندي ، ولكن جفوة الحجاب وقلة بشر الغلمان ، يمنعاني من الإتيان فأمر بتسهيل أمره وأحسن مثواه .

وقال أعرابي لعمر بن عبد العزيز ساقتني إليك الحاجة وانتهيت في الغاية والله مسائلك عن مقامي هذا . فبكى عمر وقال : ما سمعت كلاما أبلغ من هذا ولا وعظا أوجع منه .

قال أبو جعفر النحاس : البلاغة في المعاني ألطف من البلاغة في الألفاظ ، فيستحسن منها صحة التقسيم من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : { يقول ابن آدم مالي وإنما لك من مالك ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو أعطيت فأمضيت } . وعن النبي صلى الله عليه وسلم : { إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى } . ومن حسن البلاغة في المعاني صحة المقال يؤتى في الموافق بموافقة ، وفي المضاد بمضاد ، كقول بعض الكتاب : فإن أهل الرأي والنصح لا يساويهم ذوو الأفن والغش وليس من جمع الكفاية الأمانة ، كمن أضاف إلى العجز الخيانة ، قال بعض الكتاب إذا تأملت هذه المقال وجدت غاية المعادلة لأنه جعل بإزاء الرأي الأفن ، والأفن سوء الرأي ، وبإزاء النصح الغش ، وقابل العجز بالكفاية والأمانة بالخيانة قال الجوهري في الصحاح : الأفن بالتحريك ضعف الرأي وقد أفن الرجل بالكسر وأفن فهو مأفون وأفن ، وأفنه الله يأفنه أفنا فهو مأفون قال جعفر ومن هذا ما دعت به هند بنت النعمان وقد أحسن إليها فقالت : شكرتك يد نالتها خصاصة بعد ثروة . وأغناك الله عن يد نالت ثروة بعد فاقة .

وعن عمر أنه قال لابن عباس رضي الله عنهم وقد ذكر أمر الخلافة : ومن يصلح لها : فقال : يصلح لها من كان فيه لين في غير مهانة ، وشدة في غير [ ص: 354 ] عنف ، وكتب إلى أبي موسى إن أسعد الولاة من سعدت به رعيته ، وأشقاهم من شقيت به رعيته . وعن داود أنه قال للقمان عليهما السلام بعد ما كبرت سنه : ما بقي من عقلك ؟ قال : لا أنطق فيما لا يعنيني ، ولا أتكلف ما كفيته . وكان الأحنف رجلا دميما أعور قصيرا أحنف ، فقال له رجل بأي شيء بلغت ما بلغت ؟ فوالله ما أنت بأشرف قومك ولا أشجعهم ولا أجودهم ، فقال يا ابن أخي بخلاف ما أنت فيه ، فقال وما خلاف ما أنا فيه قال : تركي من أمرك ما لا يعنيني ، كما عناك من أمري ما لا يعنيك .

قال أبو جعفر صحة التقسيم في البلاغة أن تضع معاني ثم تشرح فلا تزيد عليها ولا تنقص ، قال : ولبعضهم من صنف كتابا فقد استشرف للمدح والذم لأنه إن أحسن فقد استهدف للحسد ، وإن أساء فقد تعرض للشتم .

وذكر أبو جعفر من التكافؤ في البلاغة وهي المماثلة ما قيل لبعض القراء إن أخا لك قد ولي ولاية فلم لا تهنئه ؟ قال ما سرتني له فأهنيه ، ولا ساءته فأعزيه .

وقال رجل لرجل قد كثرت علينا المؤن فقال ما أحد لله عليه نعمة ، إلا وللناس عليه مؤنة ، فإن ضجرهم تعرض لزوالها . وذكر لمالك بن أنس رجل شريف لا يفيق من الشراب فقال العجب لمن فقد عقله مرة كيف لا يشغله الاهتمام بما فقد عن معاودة مثله ؟

وذكر أبو جعفر من الاستعارة من اللغة في البلاغة قول " الطم والرم " إذا أرادوا المبالغة في كثرة ماله ، وهذا من الاستعارة البليغة لأن الطم البحر والرم الثرى ، وهذا لا يملكه إلا الله ، وليس هو كذبا لأنه قد عرف معناه . وقال ومحفوظ عن مالك بن أنس أنه سئل عن رجل قال لامرأته أنت طالق ثلاثا إن كان هذا الطائر يسكت ، فقال لا يحنث لأن معناه التكثير . ومنه " ما له سبد ولا لبد " أي ما له شيء ، والسبد الشعر واللبد الصوف .

ومنه " ما يعرف قبيله من دبيره " فالقبيل ما أقبلت به المرأة عن غزلها حين تفتله ، والدبير ما أدبرت به ، وذهب الأصمعي إلى أنه استعارة من الإقبالة . [ ص: 355 ]

والإدبارة وهو شق في الأذن يفتل ، فإذا به فهو الإقبالة وإذا أدبر فهو الإدبارة وذكر الجوهري في الصحاح قال يعقوب القبيل ما أقبلت به إلى صدرك ، والدبير ما أدبرت به عن صدرك ، يقال فلان ما يعرف قبيلا من دبير والجلدة المعلقة من الأذن هي الإقبالة والإدبارة كأنها زنمة .

قال أبو جعفر ويستحسن من هذا ما كتب به عبد الله بن المغيرة يصف القلم : يخدم الإرادة ولا يمل الاستزادة ، ويسكت واقفا ، وينطق سائرا على أرض بياضها مظلم ، وسوادها مضيء .

ومن الكتاب من يستحسن السجع ومنهم من كرهه لقول { حمل بن مالك يا رسول الله كيف أغرم من لا شرب ولا أكل ، ولا نطق ولا استهل ، ومثل ذلك يطل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هو من إخوان الكهان من أجل سجعه الذي سجع } قال في شرح مسلم قال العلماء إنما ذم سجعه لأنه عارض به حكم الشرع ، فإن لم يتكلفه فحسن ، ولهذا قال في الرواية الأخرى { أسجع كسجع الأعراب } واختار أبو جعفر النحاس حسن إذا خلا من ذلك لقوله عليه السلام { المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم } وقوله للحسن والحسين { أعيذكما من السامة والحامة ومن كل عين لامة } وعن بعض الأمراء وهو ابن زياد وقال لأصحابه من أنعم الناس عيشا ؟ قالوا الأمير وأصحابه قال كلا أنعم الناس عيشا رجل في دار لا يجرى عليه كراء ، له زوجة قد قنع بها وقنعت به ، لا يعرفنا ولا نعرفه ، إنا إن عرفناه أفسدنا عليه دينه ودنياه ، وأتعبنا ليله ونهاره قال عبيد الله بن الحسن العنبري : هذا والله كلام من ذهب ، فمن أحب أن يسمع كلاما من ذهب فليسمع هذا .

وعن بعض الحكماء بقدر السمو في الرفعة ، تكون وحية الوقعة [ ص: 356 ] وقال الأحنف بن الحارث بن معاوية المازني كتب لا تحقر ضعيفا ، ولا تحسد شريفا . وعن بعض الحكماء من عرف الناس داراهم ، ومن جهلهم ماراهم وقال رجل لأبيه ما المروءة ؟ قال إذا أنعم عليك شكرت ، وإذا ابتليت صبرت ، وإذا قدرت غفرت . ووصف رجل رجلا فقال ظاهره مروة ، وباطنه فتوة ، وعن علي قيمة كل امرئ ما يحسن قال أبو جعفر النحاس هذا إذا تدبر كان فيه أعظم الحكمة لأن الفرق بين الإنسان والبهيمة ما يحسن وعنه أيضا الفرص تمر مثل السحاب .

وعاتب عثمان عليا رضي الله عنهما فقال عثمان ما لك لا تقول ؟ فقال إن قلت لم أقل إلا ما تكره ، وليس لك عندي إلا ما تحب .

وعنه أيضا من لانت كلمته ، وجبت محبته .

ورأى بعض أصحابه جزعا فقال عليك بالصبر فبه يأخذ الحازم ، وإليه يرجع الجزع .

وقيل له صف لنا الدنيا فقال أولها عناء ، وآخرها فناء ، حلالها حساب ، وحرامها عذاب من صح فيها زمن ، ومن مرض فيها ندم ، ومن استغنى فيها فتن ومن افتقر فيها حزن من ساعاها فاتته ، ومن قعد عنها أتته ، ومن نظر إليها أعمته ، ومن تهاون بها بصرته .

وعنه : الدنيا دار ممر ، لا دار مقر الناس فيها رجلان رجل باع نفسه فأوبقها ورجل باع نفسه فأعتقها .

وعنه : مثل الدنيا كمثل الحية لين لمسها وفي جوفها السم الناقع ، يهوي إليها الصبي ، الجاهل ويحذرها ذو اللب الحاذر .

وعنه إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية