وعن { أنس } رواه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فاستحمله فقال : إنا حاملوك على ولد الناقة فقال يا رسول الله ما أصنع بولد الناقة ؟ فقال وهل تلد الإبل إلا النوق أحمد وأبو داود والترمذي وقال صحيح غريب ولأبي داود والترمذي عن { أنس } { أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له يا ذا الأذنين يعني يمازحه زاهر يهدي للنبي صلى الله عليه وسلم الهدية من البادية فيجهزه إذا أراد أن يخرج ، فقال : إن زاهر باديا ونحن حاضرته وكان دميما فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه لا يبصره الرجل فقال : أرسلني من هذا ؟ فالتفت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول من يشتري العبد فقال يا رسول الله إذا والله تجدني كاسدا ؟ فقال : لكن عند الله لست [ ص: 222 ] بكاسد أو قال لكن عند الله أنت غال } رواه وكان رجل من أهل البادية اسمه من حديث أحمد الدميم بالدال المهملة في الخلق بفتح الخاء القصر والقبح وبالذال المعجمة في الخلق بضمها . أنس
وقال { محمود بن الربيع } رواه إني لأعقل مجة مجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهي مسلم وزاد في وجهي قال في شرح مسلم قال العلماء المج طر الماء من الفم بالتزريق وهذا في ملاطفة الصبيان وتأنيسهم وإكرام آبائهم بذلك وجواز المزح . والبخاري
وروى الترمذي عن زياد بن أيوب عن عن عبد الرحمن المحاربي عن ليث عبد الملك عن عكرمة عن مرفوعا { ابن عباس } لا تمار أخاك ولا تمازحه ولا تعده موعدا فتخلفه عبد الملك هو لم يسمع من ابن جريج عكرمة قال الترمذي : غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وسبق ما يتعلق بهذا في فصول الكذب .
وذكر قول ابن عبد البر : المزاح بما يحسن مباح ، وقد { ابن عباس مزح النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقل إلا حقا } قال أتيت غالب القطان وكان مزاحا فسألته عن محمد بن سيرين فقال توفي البارحة أما شعرت ؟ { هشام بن حسان إنا لله وإنا إليه راجعون } وقال { الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها } .
وفي الحديث المأثور أن عيسى عليه السلام كان يبكي ويضحك وكان يحيى عليه السلام يبكي ولا يضحك ، فكان خيرهما المسيح .
وقال الناس في سجن ما لم يتمازحوا . الخليل بن أحمد
مزح الشعبي يوما فقيل له يا أبا عمرو أتمزح قال : إن لم يكن هذا متنا من الغم ، كان [ ص: 223 ] يدعب ويضحك حتى يسيل لعابه فإذا أردته على شيء من دينه كانت الثريا أقرب إليك من ذلك . محمد بن سيرين
قال وقد كره جماعة من العلماء ابن عبد البر لما فيه من ذميم العاقبة . ومن التوصل إلى الأعراض واستجلاب الضغائن وإفساد الإخاء . كان يقال لكل شيء بدء وبدء العداوة المزاح وكان يقال لو كان المزاح فحلا ما ألقح إلا الشر قال الخوض في المزاح لا تمازح الشريف فيحقد ، ولا الدني فيجترئ عليك . سعيد بن العاص
وقال إذا كان المزاح أمام الكلام ، فآخره الشتم واللطام وقال ميمون بن مهران جعفر بن محمد إياكم والمزاح فإنه يذهب بهاء الوجه ، كان يكره المزاح ويقول يسعط أحدهم أخاه بأحر من الخردل ، ويفرغ عليه أشد من غلي المرجل ، ويقول مازحته . خالد بن صفوان
وقال إبراهيم النخعي لا يكون المزاح إلا في سخف أو بطر السخف بضم السين رقة العقل ، وقد سخف الرجل بالضم سخافة فهو سخيف مثل حامقته .
قال أبو هفان :
مازح صديقك ما أحب مزاحا وتوق منه في المزاح مزاحا فلربما مزح الصديق بمزحة
كانت لباب عداوة مفتاحا
لا تمزحن فإذا مزحت فلا يكن مزحا تضاف به إلى سوء الأدب
واحذر ممازحة تعود عداوة إن المزاح على مقدمة الغضب
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم { } قال إياكم وكثرة الضحك فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه من كثر ضحكه استخف به وذهب بهاؤه وقال بعض الحكماء إياك والمشي في غير أدب ، والضحك من غير سبب . عمر بن الخطاب
وقال بعض الشعراء :
الكبر ذل والتواضع رفعة والمزح والضحك الكثير سقوط [ ص: 224 ]
والحرص فقر والقناعة عزة واليأس من صنع الإله قنوط
فإياك إياك المزاح فإنه يجرئ عليك الطفل والدنس النذلا
ويذهب ماء الوجه بعد بهائه ويورثه من بعد عزته ذلا
تلقى الفتى أخاه وخدنه في لحن منطقه بما لا يغفر
ويقول كنت ممازحا وملاعبا هيهات نارك في الحشا تتسعر
ألهبتها وطفقت تضحك لاهيا مما به وفؤاده يتفطر
أوما علمت ومثل جهلك غالب أن المزاح هو السباب الأكبر
قال : المزاح الدعابة وقد مزح يمزح والاسم المزاح والمزاحة أيضا ، وأما المزاح بالكسر فهو مصدر مازحه . وهما يتمازحان قال الجوهري قالوا من أراد أن يدوم له ود أخيه فلا يمازحه ولا يعده موعدا فيخلفه . ابن عبد البر
وسبق الكلام في ضحكه عليه السلام حتى بدت نواجذه في فصول التوبة في أن ، { سيئة التائب هل تبدل حسنة المقداد بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم حتى ألقي إلى الأرض } رواه وقد ضحك من حديث مسلم المقداد في قصة طويلة في آداب الأطعمة .
وروى ابن الأخضر فيمن روى عن بإسناده عن أحمد قال كنا نتذاكر الأبواب فخاضوا في باب فجاءوا فيه بخمسة أحاديث قال فجئتهم بسادس فنخس أبي مسعود الأصبهاني أحمد بن الفرات في صدري لإعجابه به . أبو عبد الله أحمد بن حنبل