الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الآداب الشرعية والمنح المرعية

ابن مفلح - محمد بن مفلح بن محمد المقدسي

صفحة جزء
وسمي القلم قلما لأنه يقلم أي يقطع منه ، ومنه قلمت أظفاري ، وقيل : قطعه ليس بقلم ولكنه أنبوب ، وقيل القلم مشتق من القلام وهو نبت ضعيف واهي الأصل ، فقيل قلم لأنه خفف وأضعف بما أخذ منه ، ورجل مقلم الأظفار من هذا ، أي ضعيف في الحرب ناقص ، ويقال رعف القلم إذا قطر ، وراعف الرجل القلم إذا أخذ فيه مدادا كثيرا حتى يقطر ويقال استمد ولا ترعف . أي لا تكثر المداد حتى يقطر ، ويقال ذنبت القلم فهو مذنب ، فأما الرطب فيقال فيه مذنب من ذنب هو ويقال حفي القلم يحفى حفوة وحفوة وحفية وحفاوة وحفا مقصور ، فأما الحفاء ممدود فمشي الرجل بلا نعل . ويقال للقطعة التي تقطع من الأنبوبة شظية مشتق من شظي القوم تفرقوا ، ويقال : قلم ذنوب إذا كان طويل الذنب ، كما يقال : فرس ذنوب ، وللقلم سنان فإذا كان الأيمن أرفع قيل محرف ، وإن استويا قيل قلم مستوي السنين ، وأشحمت القلم تركت شحمه فلم آخذه ، فإن أخذت شحمه قلت بطنته تبطينا ، ويقال : بريت القلم بريا وما سقط براية وقد يقال للقلم نفسه براية ; لأن العرب تجعل فعالة لكل ما نقص منه فيقولون قطاعة وقوارة ذكره أبو جعفر .

وقال الجوهري قوره واقتوره واقتاره بمعنى قطعه مدورا ، ومنه قوارة القميص والبطيخ وقال : والقطاعة بالضم ما سقط عن القطع .

قال أبو جعفر [ ص: 163 ] يقال : قططت القلم أي : قطعت منه والقلم مقطوط ، وقطيط ، والمقط الذي يقط القلم عليه ، والمقط بفتح الميم الموضع الذي يقط من رأس القلم ، وهو مشتق من قططت أي قطعت ، وما رأيته قط أي : انقطعت الرؤية بيني وبينه ، والقط الكتاب بالجائزة ; لأنه يقطع ، ومنه يعطي القطوط وثائق ، وقط بمعنى حسب .

التالي السابق


الخدمات العلمية