الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
ولما بين الناظم رحمه الله تعالى طرفا صالحا من أحكام السلام أعقب ذلك بالكلام على لفظه فقال :

مطلب : في تعريف لفظ السلام وتنكيره واختلاف العلماء في ذلك : وتعريفه لفظ السلام مجوز وتنكيره أيضا على نص أحمد ( وتعريفه ) أي المسلم ( لفظ السلام ) بالألف واللام ( مجوز ) أي جائز ( و ) يجوز ( تنكيره ) أي السلام ( أيضا ) بأن يقول سلام عليكم بلا [ ص: 295 ] فرق بين الأحياء والأموات والتحية والوداع ( على نص ) الإمام ( أحمد بن محمد بن حنبل .

وسنذكر طرفا من ترجمته هنا .

    وقد قيل نكره وقيل تحية
كللميت والتوديع عرف كردد ( وقد قيل نكره ) أفضل ، وعنه تعريفه أفضل ، والمعتمد جواز الأمرين معا ; لأن النصوص صحت بهما ( وقيل ) الأفضل تنكيره ( تحية ) أي في سلام التحية ( ك ) ما أن الأفضل تعريفه في القول المعتمد في السلام ( للميت ) أي على الأموات ( و ) في السلام ل ( لتوديع ) أي عند الانصراف من المجلس ( عرف ) لفظ السلام بأن تقول : السلام عليكم ورحمة الله دار قوم مؤمنين في تحية الأموات ، وكذا عند التوديع من مجلس قمت منه فتقول السلام عليكم ورحمة الله .

قاله ابن البنا ، قال في شرح الإقناع كغيره قال ابن البنا : سلام التحية منكر وسلام الوداع معرف .

وقال الحجاوي في شرح الآداب بعد ذكره كلام ابن البنا : وقال ابن عقيل : سلام الأحياء منكر وسلام الأموات معرف .

كذلك روي عن عائشة رضي الله عنها وقيل عكسه .

قال والذي استقر عليه المذهب تعريف السلام على الميت وقاله جماعة ونص عليه الإمام أحمد ; لأنه أشهر الأخبار .

ويخير في السلام على الحي ، فإن شاء عرف وإن شاء نكر . انتهى .

وقول الناظم ( كردد ) أي كما أن الأفضل تعريف السلام في الرد .

وتكرير الدال المهملة ضرورة .

وتقدم قول ابن الأثير كانوا يستحبون تنكير الابتداء وتعريف الجواب ، وتكون الألف واللام للعهد يعني السلام الأول .

التالي السابق


الخدمات العلمية