nindex.php?page=treesubj&link=24458معنى الآل
( وآله ) أي أتباعه على دينه . قال الإمام
ابن القيم في جلاء الأفهام : قالت طائفة : يقال آل الرجل له نفسه ، وآله لمن تبعه ، وآله لأهله وأقاربه .
فمن الأول قول النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه
أبو أوفى بصدقته {
nindex.php?page=hadith&LINKID=15004اللهم صل على آل أبي أوفى } وقوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=130سلام على إل ياسين } وقوله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=15005اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم } فآل
إبراهيم هو (
إبراهيم ) لأن الصلاة المطلوبة للنبي صلى الله عليه وسلم هي الصلاة على
إبراهيم نفسه ، وآله تبع له فيها . ونازعهم في ذلك آخرون وقالوا لا يكون الآل إلا الأتباع والأقارب ، وقالوا وما ذكروا من الأدلة المراد بها الأقارب . ثم اختار من القولين أن الآل إن أفرد دخل فيه المضاف إليه كقوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=46أدخلوا آل فرعون أشد العذاب } وأما إن ذكر الرجل ثم ذكر آله لم يدخل فيهم .
[ ص: 27 ] nindex.php?page=treesubj&link=24457واختلف في آل النبي صلى الله عليه وسلم على أربعة أقوال ، فقيل : هم الذين حرمت عليهم الصدقة ، وفيهم ثلاثة أقوال :
أحدها أنهم
بنو هاشم وبنو المطلب ، وهذا مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد في رواية عنه .
والثاني : أنهم
بنو هاشم خاصة ، وهذا مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة ، والرواية الثانية عن الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، وهي المذهب الذي لا يفتى بغيره كما في الإقناع والمنتهى وغيرهما .
الثالث : أنهم
بنو هاشم ومن فوقهم إلى غالب ، فيدخل فيهم
بنو المطلب وبنو أمية وبنو نوفل ومن فوقهم إلى
بني غالب ، وهذا اختيار
nindex.php?page=showalam&ids=12321أشهب من أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك .
القول الثاني : أن آل النبي صلى الله عليه وسلم هم ذريته وأزواجه خاصة ، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر في التمهيد .
والقول الثالث : أن آله صلى الله عليه وسلم أتباعه إلى يوم القيامة ، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر عن بعض أهل العلم . وأقدم من روي عنه هذا القول
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله رضي الله عنهما .
ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي واختاره بعض الشافعية .
قلت : وغالب علمائنا المتأخرين في مقام الدعاء خاصة .
والقول الرابع : أن آله صلى الله عليه وسلم هم الأتقياء من أمته ، حكاه
القاضي حسين والراغب وجماعة .
nindex.php?page=treesubj&link=24457اشتقاق كلمة آل
وهل أصله أهل ثم قلبت الهاء همزة فقيل أأل ثم سهلت على قياس أمثالها فقيل آل بدليل تصغيره على أهيل ؟ أو أول من آل يئول إذا رجع ، فآل الرجل هم الذين يرجعون إليه ويضافون ، ويئولهم أي يسوسهم فيكون مآلهم إليه . ظاهر كلامه في جلاء الأفهام ترجيح الثاني .
وفي القاموس : آله أهل الرجل وأتباعه وأولياؤه ، ولا يستعمل إلا فيما فيه شرف غالبا ، فلا يقال آل الإسكاف كما يقال أهله . قال وأصله أهل أبدلت الهاء همزة فصارت أأل توالت همزتان فأبدلت الثانية ألفا تصغيره أويل وأهيل . انتهى .
قال في جلاء الأفهام : قال أصحاب القول الثاني : والتزمت العرب إضافته فلا يستعمل مفردا إلا نادرا كقول الشاعر :
نحن آل الله في بلدتنا لم نزل آلا على عهد إرم
[ ص: 28 ] والتزموا أيضا إضافته إلى الظاهر فلا يضاف إلى مضمر إلا قليلا .
وعند بعض العلماء إضافته إلى المضمر لحن قال
ابن مالك : والصحيح ليس بلحن بل هو من كلام العرب لكنه قليل . قال تلميذه في كتابه المطلع : والصواب جواز إضافته إلى المضمر ومنه قول الشاعر :
أنا الفارس الحامي حقيقة والدي وآلي فما تحمي حقيقة آلكا
وقال
عبد المطلب في الفيل وأصحابه :
وانصر على آل الصلي ب وعابديه اليوم آلك
فأضافه إلى الياء والكاف . وزعم بعض النحاة أنه لا يضاف إلا إلى علم من يعقل . وفي كلام العرب خلافه . قال الشاعر :
نجوت ولم يمنن عليك طلاقه سوى زيد التقريب من آل أعوجا
وأعوج علم فرس .
وإنما أتبع
الناظم الآل لرسول الملك المتعال لما تضافرت به الأخبار وصحت الآثار من قوله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=26879قولوا اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم } إلى ما لا نحصيه عدا إلا بالإطالة .
nindex.php?page=treesubj&link=24458مَعْنَى الْآلِ
( وَآلِهِ ) أَيْ أَتْبَاعِهِ عَلَى دِينِهِ . قَالَ الْإِمَامُ
ابْنُ الْقَيِّمِ فِي جَلَاءِ الْأَفْهَامِ : قَالَتْ طَائِفَةٌ : يُقَالُ آلُ الرَّجُلِ لَهُ نَفْسِهِ ، وَآلُهُ لِمَنْ تَبِعَهُ ، وَآلُهُ لِأَهْلِهِ وَأَقَارِبِهِ .
فَمِنْ الْأَوَّلِ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا جَاءَهُ
أَبُو أَوْفَى بِصَدَقَتِهِ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=15004اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى } وقَوْله تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=130سَلَامٌ عَلَى إلْ يَاسِينَ } وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=15005اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْت عَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ } فَآلُ
إبْرَاهِيمَ هُوَ (
إبْرَاهِيمُ ) لِأَنَّ الصَّلَاةَ الْمَطْلُوبَةَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِيَ الصَّلَاةُ عَلَى
إبْرَاهِيمَ نَفْسِهِ ، وَآلُهُ تَبَعٌ لَهُ فِيهَا . وَنَازَعَهُمْ فِي ذَلِكَ آخَرُونَ وَقَالُوا لَا يَكُونُ الْآلُ إلَّا الْأَتْبَاعُ وَالْأَقَارِبُ ، وَقَالُوا وَمَا ذَكَرُوا مِنْ الْأَدِلَّةِ الْمُرَادُ بِهَا الْأَقَارِبُ . ثُمَّ اخْتَارَ مِنْ الْقَوْلَيْنِ أَنَّ الْآلُ إنْ أُفْرِدَ دَخَلَ فِيهِ الْمُضَافُ إلَيْهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=46أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ } وَأَمَّا إنْ ذُكِرَ الرَّجُلُ ثُمَّ ذُكِرَ آلُهُ لَمْ يَدْخُلْ فِيهِمْ .
[ ص: 27 ] nindex.php?page=treesubj&link=24457وَاخْتُلِفَ فِي آلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَرْبَعَةِ أَقْوَالٍ ، فَقِيلَ : هُمْ الَّذِينَ حُرِّمَتْ عَلَيْهِمْ الصَّدَقَةُ ، وَفِيهِمْ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ :
أَحَدُهَا أَنَّهُمْ
بَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِبِ ، وَهَذَا مَذْهَبُ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=12251وَأَحْمَدَ فِي رِوَايَةٍ عَنْهُ .
وَالثَّانِي : أَنَّهُمْ
بَنُو هَاشِمٍ خَاصَّةً ، وَهَذَا مَذْهَبُ
nindex.php?page=showalam&ids=11990أَبِي حَنِيفَةَ ، وَالرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ عَنْ الْإِمَامِ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدَ ، وَهِيَ الْمَذْهَبُ الَّذِي لَا يُفْتَى بِغَيْرِهِ كَمَا فِي الْإِقْنَاعِ وَالْمُنْتَهَى وَغَيْرِهِمَا .
الثَّالِثُ : أَنَّهُمْ
بَنُو هَاشِمٍ وَمَنْ فَوْقَهُمْ إلَى غَالِبٍ ، فَيَدْخُلُ فِيهِمْ
بَنُو الْمُطَّلِبِ وَبَنُو أُمَيَّةَ وَبَنُو نَوْفَلٍ وَمَنْ فَوْقَهُمْ إلَى
بَنِي غَالِبٍ ، وَهَذَا اخْتِيَارُ
nindex.php?page=showalam&ids=12321أَشْهَبَ مِنْ أَصْحَابِ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٍ .
الْقَوْلُ الثَّانِي : أَنَّ آلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُمْ ذُرِّيَّتُهُ وَأَزْوَاجُهُ خَاصَّةً ، حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِي التَّمْهِيدِ .
وَالْقَوْلُ الثَّالِثُ : أَنَّ آلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتْبَاعَهُ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ . وَأَقْدَمُ مَنْ رُوِيَ عَنْهُ هَذَا الْقَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا .
ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ وَاخْتَارَهُ بَعْضُ الشَّافِعِيَّةِ .
قُلْت : وَغَالِبُ عُلَمَائِنَا الْمُتَأَخِّرِينَ فِي مَقَامِ الدُّعَاءِ خَاصَّةً .
وَالْقَوْلُ الرَّابِعُ : أَنَّ آلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُمْ الْأَتْقِيَاءُ مِنْ أُمَّتِهِ ، حَكَاهُ
الْقَاضِي حُسَيْنٌ وَالرَّاغِبُ وَجَمَاعَةٌ .
nindex.php?page=treesubj&link=24457اشْتِقَاقُ كَلِمَةِ آلِ
وَهَلْ أَصْلُهُ أَهْلُ ثُمَّ قُلِبَتْ الْهَاءُ هَمْزَةً فَقِيلَ أَأْلٌ ثُمَّ سُهِّلَتْ عَلَى قِيَاسِ أَمْثَالِهَا فَقِيلَ آلُ بِدَلِيلِ تَصْغِيرِهِ عَلَى أُهَيْلٍ ؟ أَوْ أَوْلٌ مِنْ آلَ يَئُولُ إذَا رَجَعَ ، فَآلُ الرَّجُلِ هُمْ الَّذِينَ يَرْجِعُونَ إلَيْهِ وَيُضَافُونَ ، وَيَئُولُهُمْ أَيْ يَسُوسُهُمْ فَيَكُونُ مَآلُهُمْ إلَيْهِ . ظَاهِرُ كَلَامِهِ فِي جَلَاءِ الْأَفْهَامِ تَرْجِيحُ الثَّانِي .
وَفِي الْقَامُوسِ : آلُهُ أَهْلُ الرَّجُلِ وَأَتْبَاعُهُ وَأَوْلِيَاؤُهُ ، وَلَا يُسْتَعْمَلُ إلَّا فِيمَا فِيهِ شَرَفٌ غَالِبًا ، فَلَا يُقَالُ آلُ الْإِسْكَافِ كَمَا يُقَالُ أَهْلُهُ . قَالَ وَأَصْلُهُ أَهْلُ أُبْدِلَتْ الْهَاءُ هَمْزَةً فَصَارَتْ أَأْلٌ تَوَالَتْ هَمْزَتَانِ فَأُبْدِلَتْ الثَّانِيَةُ أَلِفًا تَصْغِيرُهُ أُوَيْلٌ وَأُهَيْلٍ . انْتَهَى .
قَالَ فِي جَلَاءِ الْأَفْهَامِ : قَالَ أَصْحَابُ الْقَوْلِ الثَّانِي : وَالْتَزَمَتْ الْعَرَبُ إضَافَتَهُ فَلَا يُسْتَعْمَلُ مُفْرَدًا إلَّا نَادِرًا كَقَوْلِ الشَّاعِرِ :
نَحْنُ آلُ اللَّهِ فِي بَلْدَتِنَا لَمْ نَزَلْ آلًا عَلَى عَهْدِ إرَمْ
[ ص: 28 ] وَالْتَزَمُوا أَيْضًا إضَافَتَهُ إلَى الظَّاهِرِ فَلَا يُضَافُ إلَى مُضْمَرٍ إلَّا قَلِيلًا .
وَعِنْدَ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ إضَافَتُهُ إلَى الْمُضْمَرِ لَحْنٌ قَالَ
ابْنُ مَالِكٍ : وَالصَّحِيحُ لَيْسَ بِلَحْنٍ بَلْ هُوَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ لَكِنَّهُ قَلِيلٌ . قَالَ تِلْمِيذُهُ فِي كِتَابِهِ الْمُطْلِعِ : وَالصَّوَابُ جَوَازُ إضَافَتِهِ إلَى الْمُضْمَرِ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
أَنَا الْفَارِسُ الْحَامِي حَقِيقَةَ وَالِدِي وَآلِي فَمَا تَحْمِي حَقِيقَةَ آلِكَا
وَقَالَ
عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فِي الْفِيلِ وَأَصْحَابِهِ :
وَانْصُرْ عَلَى آلِ الصَّلِي بِ وَعَابِدِيهِ الْيَوْمَ آلَك
فَأَضَافَهُ إلَى الْيَاءِ وَالْكَافِ . وَزَعَمَ بَعْضُ النُّحَاةِ أَنَّهُ لَا يُضَافُ إلَّا إلَى عَلَمِ مَنْ يَعْقِلُ . وَفِي كَلَامِ الْعَرَبِ خِلَافُهُ . قَالَ الشَّاعِرُ :
نَجَوْت وَلَمْ يَمْنُنْ عَلَيْك طَلَاقَهُ سِوَى زَيْدِ التَّقْرِيبِ مِنْ آلِ أَعْوَجَا
وَأَعْوَجُ عَلَمُ فَرَسٍ .
وَإِنَّمَا أَتْبَعَ
النَّاظِمُ الْآلُ لِرَسُولِ الْمَلِكِ الْمُتَعَالِ لِمَا تَضَافَرَتْ بِهِ الْأَخْبَارُ وَصَحَّتْ الْآثَارُ مِنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=26879قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّي عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْت عَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ } إلَى مَا لَا نُحْصِيهِ عَدًّا إلَّا بِالْإِطَالَةِ .