الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            [ ص: 3 ] بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                            مختصر من الجامع من كتابي لعان جديد وقديم وما دخل فيهما من الطلاق من أحكام القرآن ومن اختلاف الحديث .

                                                                                                                                            قال الماوردي : أما اللعان فمأخوذ من اللعن : وهو الإبعاد والطرد ، يقال : لعن الله فلانا ، أي أبعده الله وطرده .

                                                                                                                                            قال الشماخ :


                                                                                                                                            ذعرت به القطا ونفيت عنه مقام الذئب كالرجل اللعين



                                                                                                                                            أي الطريد البعيد : فسمي اللعان لعانا ؛ لأنه موجب لبعد أحد المتلاعنين من الله تعالى للقطع بكذب أحدهما وإن لم يتعين .

                                                                                                                                            وقيل : بل سمي لعانا لما فيه من لعن الزوج لنفسه ، ويقال : التعن الرجل ، إذا لعن نفسه ، ولاعن ، إذا لاعن زوجته ، ويقال : رجل لعنة - بتحريك العين - إذا كان كثير اللعن ، ورجل لعنة - بتسكين العين - إذا لعنه الناس كثيرا ، ومن ذلك ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : اتقوا الملاعن ، ومعناه احذروا البول والغائط على الطرقات ؛ لأن ذلك يؤدي إلى لعن الناس له .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية