الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : وأما عمرو بن العاص ، فقد روى رجاء بن حيوة عن قبيصة بن ذؤيب أن عمرو بن العاص ، قال : لا تلبسوا علينا سنة نبينا صلى الله عليه وسلم عدتها عدة المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر وعشر ، يعني أم الولد فأضاف ذلك إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم فصار كالرواية عنه نقلا ، وهذا أحد الروايتين عن علي بن أبي طالب عليه السلام . ودليلنا قول الله تعالى والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا [ البقرة : 232 ] فجعل عدة الوفاة مقصورة على الأزواج دون أمهات الأولاد ؛ ولأنه استبراء عن ملك فوجب أن يكون بقرء كالأمة . فأما الجواب عن الخبر فمن وجوه : أحدها : ما حكاه الدارقطني أنه منقطع ؛ لأن قبيصة لم يسمعه من عمرو ، والثاني : أن الرواية " لا تلبسوا علينا سنة نبينا " يعني بين الصحابة ، وقد اختلفوا فيها . والثالث : أنه محمول منه على سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الاجتهاد المعمول عليه ، والله أعلم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية