الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              وجاء الإسلام..

              ووثب التاريخ وثبة فسيحة، وظهر العرب مرة ثانية على صعيد الحياة، لقد اصطفاهم الله ليحملوا الرسالة الخاتمة بعدما رباهم (( محمد )) صلى الله عليه وسلمبتعاليمها، وأضاء حناياهم بأشعتها..

              وفي خلال ربع قرن تقريبا كان نبي الإنسانية قد استطاع إعداد جيش من المعلمين والمجاهدين، من رهبان الليل وفرسان النهار، من عشاق الخلد ومصلحي الأرض، سبحان من أبدع محمدا صلى الله عليه وسلم لينشئ هـذا الجيل من الأصحاب البررة المهرة، الذين ساحوا في البلاد واجتاحوا جذور الفساد. [ ص: 67 ] وكانوا خير أمة أخرجت للناس!!

              في هـذا الدور من الوجود العربي امتزجت خصائص جنس بحقائق رسالة، وكانت كلمة ((عروبة)) ترادف كلمة ((إسلام))، وعرف العرب أنهم جسد روحه هـذا الدين، فهم به يتحركون وهو بهم ينطلق، ليفتح السجون ويكسر القيود، ويمكن المستضعفين أن يتنفسوا الصعداء، ويخرجوا من ضيق الدنيا إلى سعة الإسلام، ومن عبادة العباد إلى عبادة الله تبارك وتعالى..

              إن المدينة المنورة - عاصمة الإسلام يومئذ - كانت أحق بلد في الأرض بقيادة العالم، لأن ما تقدمه من قيم ومناهج كان أرجح في ميزان الحق مما تقدمه رومية وأثينا ومصر وفارس والهند والصين ، إن العرب الأميين حولهم الإسلام إلى أساتذة راسخين فضلاء، بينما كانت العواصم الأخرى تعج بعصابات من الكهنة الصغار، والحكام الجبابرة، والأثرياء اللصوص والجهالات المطبقة...

              التالي السابق


              الخدمات العلمية