الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              عرب العصر الحديث..

              ولنعد إلى عرب العصر الحديث الذين يريدون الاعتزاز بغير الإسلام والذين يتعمدون إهمال شرائعه، وإسقاط شعائره.. المعروف أنه إذا عز الإسلام عز العرب، وإذا ساد سادت لغته وآدابه، بيد أن المستغرب في مسلك القوم أنهم يتعصبون للعروبة، ويتنكرون للسيد الأوحد الأمجد الذي اصطفاه الله منها، وتوج به المستقدمين والمستأخرين، وبعثه بختام الأديان وأنفس الرسالات، هـل يحقد على محمد صلى الله عليه وسلم عربي، وهو شرف العرب وفخرها؟!

              ثم كيف يكون عربيا من يهمل لغة العرب، ويؤثر عليها اللغات الأخرى؟

              الحق يقال: إن النزعة القومية هـنا ستار مفضوح لحركات تخريبية يراد بها ضرب الإسلام وحده ونسف قواعده في بلاده، ويمكن القول بأن هـذه الحركة المشئومة هـي حملة صليبية ناجحة في العصر الحديث!! [ ص: 84 ]

              لقد تعصب العرب قديما لأنفسهم، فماذا أقادوا من هـذه العصبية الجنسية؟ خسروا أنفسهم ورسالتهم، ونتج عن هـذه العصبية العمياء أن العرب اختفوا من معارك الإسلام الحاسمة عسكرية كانت أو سياسية أو ثقافية، فهل هـذا ما يقصدون؟..

              وإذا كنا مطالبين الآن بالتعصب للعروبة، وبعث نهضة على أساسها، فهل سنأخذ القدوة من عاد وثمود ؟ أم من امرئ القيس وطرفة بن العبد ؟ وهل سيكون جحدنا للإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم

              كلا أم جزءا؟ ومن سيكون مستشارنا في الاختيار، أيكون روسيا أم أميركيا؟؟

              أرجو أن تنتهي هـذه المأساة أو هـذه المهزلة! وأرى أن تتكون لجنة من جميع الأجناس التي اعتنقت الإسلام، من عرب وأتراك وهنود وفرس وأندونيسيين وزنوج وغيرهم، لتذويب الفوارق العنصرية في كيان إسلامي مشترك، وسحق كل الثغرات الجاهلية، وجعل اللغة العربية التالية لكل لغة وطنية، وجعلها اللغة الرسمية العامة في كل ملتقى إسلامي، كما أنها لسان الوحي ولغة التعبد لله رب العالمين.

              ويمكن تجديد ما وهي من أواصر قديمة، كما يمكن التعاون في مؤتمرات وأسواق مشتركة لمواجهة مستقبل تكتنفه الضغائن والمتاعب...

              وليعلم العرب أنهم قبل غيرهم مأكولون يوم يتركون الإسلام ويخونون الله ورسوله. [ ص: 85 ]

              التالي السابق


              الخدمات العلمية