الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              الأسرة وأهميتها..

              (و) والأسرة في الإسلام من آيات الله، قرن تكوينها بتكوين العالم أجمع قال تعالى: ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها ) (الروم: 21).

              ثم قال: ( ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم ) (الروم: 22).

              وفي الفقه الإسلامي كلام طويل عن نظامها المادي، وعن رسالتها الأدبية.

              وهناك كلام عن عقد الزواج، وتبادل الواجبات، وحضانة الأولاد، وأسلوب النفقة، وآداب العشرة.. وطريقة حل العقد إذا تعذر بقاؤه، وأنصبة المواريث... إلخ.

              وهناك كلام عن الآثار الروحية والخلقية المربوطة بوجود الأسرة، وكيف أن الأسرة امتداد للنوع الإنساني، وللعقائد والعبادات والأخلاق التي أمر الإسلام بها وقام عليها.. [ ص: 72 ]

              وحماية للأسرة حرم الإسلام الاختلاط الحيواني المعروف في بيئات شتى، وحرم كل ما يخدش العرض والحياء، وقد قال لي صديق: إن كلمة ((العرض)) بمدلولها الشريف لا توجد لها ترجمة في اللغات الأخرى!

              وأنى يوجد معناها في هـذه المجتمعات التي تبيح أن يرقص الرجل مع امرأة أجنبية، يحتضنها ويخطر بها في الحلبة، وقد يكون زوجها الوغد حاضرا ينظر ولا يتحرك، وقد يكون أبوها أو أخوها أو أخوها بين الحضور!!

              إن الأسرة المحاطة في ديننا بهالة من الشرف والقداسة، لا توجد في بلاد أخرى وقد توجد على الورق فقط، وإلى حين، ثم عند البلوغ يكلف الفتى، أو تكلف الفتاة بشق الطريق وحدها لتكسب وتعيش..

              (ز) والمجتمع في الإسلام أسرة كبيرة تقوم على التعارف والتواد، والناس على صعيد الأرض سواسية، ولاؤهم لله لا لجنس ولا لتربة، أكرمهم عند الله أتقاهم..

              أساس المعاملة ( ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه )

              الافتخار بالنسب مردود، والاستكثار بالعزوة مرفوض، والامتياز والسبق لمن تقدمه كفايته، لا عراقته ولا وجاهته.

              ومن هـنا قاد الموالي العالم الإسلامي، وتصدروا في ميادين الفتوى والفقه، والأدب واللغة، وسبقوا العرب أصحاب الرسالة الأوائل، ثم تصدروا في ميادين السياسة والحكم، وقامت دول للمماليك وشتى الأجناس، كان لها أبعد الأثر في خدمة الإسلام. [ ص: 73 ]

              التالي السابق


              الخدمات العلمية