الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6604 24 - حدثنا عبدان، أخبرنا عبد الله، أخبرنا يونس، عن الزهري، أخبرني حمزة بن عبد الله أن ابن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت منه، حتى إني لأرى الري يخرج من أظفاري، ثم أعطيت فضلي، يعني عمر، قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: العلم .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إنه يوضحها ويبين تعبير اللبن .

                                                                                                                                                                                  وعبدان: لقب عبد الله بن عثمان المروزي ، وعبد الله هو ابن المبارك المروزي ، ويونس هو ابن يزيد ، وحمزة بالزاي: ابن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهم، يروي عن أبيه عبد الله .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في العلم، عن سعيد بن عفير .

                                                                                                                                                                                  قوله ( لأرى الري ) اللام فيه للتأكيد، والري بكسر الراء وتشديد الياء الاسم، وبالفتح مصدر، قال الجوهري : روينا: من الري بالكسر، أروى ريا ورواء أيضا .

                                                                                                                                                                                  قوله ( يخرج من أظفاري ) ، ويروى: يجري [ ص: 147 ] من أظافيري، وهو جمع أظفار جمع ظفر، قال الداودي : قد يراه من تحت الجلد أو يحسه، فيكون هذا ريا .

                                                                                                                                                                                  وقال الكرماني : الخروج يستعمل بـــــــ (عن) .

                                                                                                                                                                                  قلت: معناه خرج عن البدن حاصلا أو ظاهرا في الأظافير، فليس صلته، أو باعتبار أن بين الحروف معاوضة، انتهى .

                                                                                                                                                                                  قلت: هذا السؤال، والجواب على كون اللفظ: يخرج في أظافيري على ما في بعض النسخ على رواية الأكثرين، وأما على نسخة: يخرج من أظفاري على رواية الكشميهني ، فلا يحتاج إلى هذا التكلف .

                                                                                                                                                                                  وقال الكرماني أيضا: إن الري معنى، والخروج للأعيان .

                                                                                                                                                                                  قلت: هو بمعنى ما يروى به، أو ثمة مقدر يعني أثر الري، أو نحوه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية