الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6527 [ ص: 83 ] 8 - حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن، أخبرنا عبد الله، أخبرنا شعبة، عن هشام بن زيد بن أنس بن مالك قال: سمعت أنس بن مالك يقول: مر يهودي برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: السام عليك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وعليك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتدرون ما يقول؟ قال السام عليك. قالوا: يا رسول الله ألا نقتله؟ ! قال: لا، إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، وعبد الله هو ابن المبارك المروزي ، وهشام بن زيد يروي عن جده أنس بن مالك ، والحديث أخرجه النسائي في اليوم والليلة عن زيد بن حزم .

                                                                                                                                                                                  قوله: "السام عليك " هكذا (عليك) بالإفراد، ولم يختلف أحد أن لفظ (عليك) بالإفراد في حديث أنس ، وكذا في رواية الكشميهني في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها، وهذا الحديث الذي يليه، وفي رواية غيره: عليكم، وكذا الخلاف في حديث ابن عمر الذي بعده.

                                                                                                                                                                                  قوله: " ألا نقتله " كلمة (ألا) للتحضيض.

                                                                                                                                                                                  قوله: " قال لا " أي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقتلوه.

                                                                                                                                                                                  وفيه حجة ظاهرة للكوفيين ، منهم أبو حنيفة رضي الله تعالى عنه، فإن قلت: الواو في "وعليك" تقتضي التشريك. قلت: معناه وعليك ما تستحق من اللعنة والعذاب، أو ثمة مقدر، أي وأنا أقول وعليك، أو الموت مشترك، أي نحن وأنتم كلنا نموت، قاله الكرماني .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية