الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6649 9 - حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد، قال: أخبرني جدي، قال: كنت جالسا مع أبي هريرة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ومعنا مروان، قال أبو هريرة: سمعت الصادق المصدوق يقول: هلكة أمتي على يدي غلمة من قريش، فقال مروان: لعنة الله عليهم غلمة، فقال أبو هريرة: لو شئت أن أقول بني فلان وبني فلان لفعلت، فكنت أخرج مع جدي إلى بني مروان حين ملكوا بالشأم، فإذا رآهم غلمانا أحداثا قال لنا: عسى هؤلاء أن يكونوا منهم، قلنا: أنت أعلم.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة في قوله: ( هلكة أمتي على يدي غلمة ولكن ليس في الحديث لفظ سفهاء، قال الكرماني : لعله بوب ليستذكره فلم يتفق له، أو أشار إلى أنه ثبت في الجملة لكنه ليس بشرطه.

                                                                                                                                                                                  قلت: قد ذكرنا الآن لفظ سفهاء عند أحمد ، والنسائي .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في علامات النبوة عن أحمد بن محمد المكي ، أخرجه مسلم .

                                                                                                                                                                                  قوله: (أخبرني جدي) هو سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية ، وعمر بن سعيد هو المعروف بالأشدق قتله عبد الملك بن مروان لما خرج عليه بدمشق بعد السبعين.

                                                                                                                                                                                  قوله: (كنت جالسا مع أبي هريرة ) كان ذلك زمن معاوية .

                                                                                                                                                                                  قوله: (ومعنا مروان ) هو ابن الحكم بن العاص بن أمية الذي ولي الخلافة وكان يلي لمعاوية إمرة المدينة تارة، وسعيد بن العاص والد عمر ويليها لمعاوية تارة.

                                                                                                                                                                                  قوله: (الصادق المصدوق) ، أي: الصادق في نفسه والمصدوق من عند الله، أو بمعنى المصدق من عند الناس.

                                                                                                                                                                                  قوله: (هلكة أمتي) الهلكة بفتحتين بمعنى الهلاك، وفي رواية: إكمال هلاك أمتي، قال بعضهم: هو المطابق للترجمة.

                                                                                                                                                                                  قلت: إذا كان الهلكة بمعنى الهلاك يحصل المطابقة، والمراد بالأمة هنا أهل ذلك العصر ومن قاربهم لا جميع الأمة إلى يوم القيامة.

                                                                                                                                                                                  قوله: (على يدي غلمة) كذا في رواية الأكثرين بالتثنية، وفي رواية السرخسي والكشميهني على أيدي بالجمع.

                                                                                                                                                                                  قوله: (لعنة الله عليهم غلمة) بنصب غلمة على الاختصاص، وفي رواية عبد الصمد : لعنة الله عليهم من أغيلمة ، والعجب من لعن مروان الغلمة المذكورين مع أن الظاهر أنهم من ولده، فكأن الله تعالى أجرى ذلك على لسانه ليكون أشد في الحجة عليهم لعلهم يتعظون، وقد وردت أحاديث في لعن الحكم والد مروان وما ولد، أخرجها الطبراني وغيره.

                                                                                                                                                                                  قوله: (فكنت أخرج مع جدي) قائل ذلك عمرو بن يحيى .

                                                                                                                                                                                  قوله: (حين ملكوا بالشام ) إنما خص الشام مع أنهم لما ولوا الخلافة ملكوا غير الشام أيضا لأنها كانت مساكنهم من عهد معاوية .

                                                                                                                                                                                  قوله: (أحداثا) جمع حدث، أي: شبانا، وأولهم يزيد عليه ما يستحق، وكان غالبا ينزع الشيوخ من إمارة البلدان الكبار ويوليها [ ص: 181 ] الأصاغر من أقاربه.

                                                                                                                                                                                  قوله: (قال لنا) القائل هو جد عمرو بن يحيى .

                                                                                                                                                                                  قوله: (قلنا: أنت أعلم) القائل ذلك له أولاده وأتباعه ممن سمع منه ذلك.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية