الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6674 35 - حدثنا عبد الله بن يزيد، حدثنا حيوة وغيره قالا: حدثنا أبو الأسود، وقال الليث : عن أبي الأسود قال: قطع على أهل المدينة بعث، فاكتتبت فيه، فلقيت عكرمة ، فأخبرته، فنهاني أشد النهي، ثم قال: أخبرني ابن عباس أن أناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيأتي السهم، فيرمى، فيصيب أحدهم فيقتله، أو يضربه فيقتله، فأنزل الله تعالى: إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة. وعبد الله بن يزيد - من الزيادة - المقري ، وحيوة بن شريح التجيبي .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في التفسير عن عبد الله بن يزيد أيضا. وأخرجه النسائي في التفسير، عن زكريا بن يحيى .

                                                                                                                                                                                  وأبو الأسود محمد بن عبد الرحمن الأسدي ، يتيم عروة بن الزبير .

                                                                                                                                                                                  قوله: " وغيره " قال صاحب التوضيح: قيل: المراد به ابن لهيعة . وقيل: كأنه يريد ابن لهيعة ؛ فإنه رواه عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن ، وقد رواه عنه الليث أيضا، وقال الكرماني : ويروى " وعبدة " ضد الحرة، والأول أصح.

                                                                                                                                                                                  قوله: " قطع على أهل المدينة بعث " أي: أفرد عليهم بعث - بفتح الباء الموحدة - وهو الجيش، ومنه كان إذا أراد أن يقطع بعثا. قال ابن الأثير : أي يفرد قوما يبعثهم في الغزو، ويعينهم من غيرهم.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فاكتتبت فيه " على صيغة المجهول، قال الكرماني : وبالمعروف يقال: اكتتبت، أي كتبت نفسي في ديوان السلطان.

                                                                                                                                                                                  قوله: " يكثرون " من الإكثار أو التكثير.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فيرمى " أي: فيرمى به ويروى كذلك قيل: هو من القلب، والتقدير: [ ص: 196 ] فيرمى بالسهم، فيأتي، وقال الكرماني : وفي بعض الروايات لفظ فيرمى مفقود، وهو ظاهر. وقيل: يحتمل أن تكون الفاء الثانية زائدة، وثبت كذلك لأبي ذر في سورة النساء: فيأتي السهم يرمى به.

                                                                                                                                                                                  قوله: " أو يضربه " معطوف على فيأتي، لا على فيصيب، أي يقتل إما بالسهم وإما بالسيف.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فأنزل الله تعالى: إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم ".




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية