الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6683 44 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، حدثنا شقيق، سمعت [ ص: 202 ] حذيفة يقول: بينا نحن جلوس عند عمر؛ إذ قال: أيكم يحفظ قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الفتنة؟ قال: فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره يكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال: ليس عن هذا أسألك، ولكن التي تموج كموج البحر، قال: ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين ، إن بينك وبينها بابا مغلقا، قال عمر: أيكسر الباب أم يفتح؟ قال: بل يكسر، قال عمر: إذا لا يغلق أبدا؟ قلت: أجل، قلنا لحذيفة: أكان عمر يعلم الباب؟ قال: نعم، كما أعلم أن دون غد ليلة؛ وذلك أني حدثته حديثا ليس بالأغاليط، فهبنا أن نسأله: من الباب، فأمرنا مسروقا، فسأله، فقال: من الباب؟ قال: عمر.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة. وعمر بن حفص يروي عن أبيه حفص بن غياث ، عن سليمان الأعمش ، عن شقيق بن سلمة ، عن حذيفة بن اليمان .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في الصلاة في باب المواقيت مطولا، وفي الزكاة عن قتيبة ، عن جرير ، وفي الصوم، عن علي بن عبد الله . ومضى الكلام فيه.

                                                                                                                                                                                  قوله: " ليس عليك " وفي رواية الكشميهني : عليكم بالجمع.

                                                                                                                                                                                  قوله: " بينك وبينها بابا مغلقا " قيل: قال هذا، ثم قال آخر: أهو الباب؟ وأجيب بأن المراد بين زمانك وحياتك وبينها، أو الباب بدل عمر ، وهو بين الفتنة وبين نفسه.

                                                                                                                                                                                  قوله: " أيكسر الباب أم يفتح " قال ابن بطال : أشار بالكسر إلى قتل عمر ، وبالفتح إلى موته، وقال عمر : إذا كان بالقتل فلا تسكن الفتنة أبدا .

                                                                                                                                                                                  قوله: " كما أعلم أن دون غد ليلة " أي: علما ضروريا.

                                                                                                                                                                                  قوله: " بالأغاليط " جمع الأغلوطة، وهي الكلام الذي يغالط به ويغالط فيه.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فأمرنا " أي قلنا أو طلبنا.

                                                                                                                                                                                  وفيه أن الأمر لا يشترط فيه العلو، والاستعلاء.



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية