الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ رجف ]

                                                          رجف : الرجفان : الاضطراب الشديد : رجف الشيء يرجف رجفا ورجوفا ورجفانا ورجيفا وأرجف : خفق واضطرب اضطرابا شديدا ، أنشد ثعلب :


                                                          ظل لأعلى رأسه رجيفا



                                                          ورجف الشيء كرجفان البعير تحت الرحل ، وكما ترجف الشجرة إذا رجفتها الريح ، وكما ترجف السن إذا نغض أصلها . والرجفة : الزلزلة . ورجفت الأرض ترجف رجفا : اضطربت . وقوله تعالى : فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أي : لو شئت أمتهم قبل أن تقتلهم . ويقال : إنهم رجف بهم الجبل [ ص: 111 ] فماتوا . ورجف القلب : اضطرب من الجزع . والراجف : الحمى المحركة - مذكر - قال :


                                                          وأدنيتني حتى إذا ما جعلتني     على الخصر أو أدنى استقلك راجف



                                                          ورجف الشجر يرجف : حركته الريح ، وكذلك الأسنان . ورجفت الأرض إذا تزلزلت . ورجف القوم إذا تهيؤوا للحرب . وفي التنزيل العزيز : يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قال الفراء : هي النفخة الأولى والرادفة النفخة الثانية قال أبو إسحاق : الراجفة الأرض ترجف تتحرك حركة شديدة . وقال مجاهد : هي الزلزلة . وفي الحديث : أيها الناس اذكروا الله ، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة ، قال : الراجفة النفخة الأولى التي تموت لها الخلائق ، والرادفة الثانية التي يحيون لها يوم القيامة . وأصل الرجف الحركة والاضطراب ، ومنه حديث المبعث : فرجع ترجف بها بوادره . الليث : الرجفة في القرآن كل عذاب أخذ قوما ، فهي رجفة وصيحة وصاعقة . والرعد يرجف رجفا ورجيفا : وذلك تردد هدهدته في السحاب . ابن الأنباري : الرجفة معها تحريك الأرض ، يقال : رجف الشيء إذا تحرك ، وأنشد :


                                                          تحيي العظام الراجفات من البلى     وليس لداء الركبتين طبيب



                                                          ابن الأعرابي : رجف البلد إذا تزلزل ، وقد رجفت الأرض وأرجفت وأرجفت إذا تزلزلت . الليث : أرجف القوم إذا خاضوا في الأخبار السيئة وذكر الفتن . قال الله تعالى : والمرجفون في المدينة وهم الذين يولدون الأخبار الكاذبة التي يكون معها اضطراب في الناس . الجوهري : والإرجاف واحد أراجيف الأخبار ، وقد أرجفوا في الشيء أي : خاضوا فيه . واسترجف رأسه : حركه ، قال ذو الرمة :


                                                          إذ حرك القرب القعقاع ألحيها     واسترجفت هامها الهيم الشغاميم



                                                          ويروى :


                                                          إذ قعقع القرب البصباص ألحيها



                                                          والرجاف : البحر ، سمي به ; لاضطرابه وتحرك أمواجه اسم له كالقذاف ، قال :


                                                          ويكللون جفانهم بسديفهم     حتى تغيب الشمس في الرجاف



                                                          وأنشد الجوهري :


                                                          المطعمون اللحم كل عشية     حتى تغيب الشمس في الرجاف



                                                          قال ابن بري : البيت لمطرود بن كعب الخزاعي يرثي عبد المطلب جد سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والأبيات :


                                                          يا أيها الرجل المحول رحله     هلا نزلت بآل عبد مناف ؟
                                                          هبلتك أمك لو نزلت بدارهم     ضمنوك من جرم ومن إقراف
                                                          المنعمين إذا النجوم تغيرت     والظاعنين لرحلة الإيلاف
                                                          والمطعمون إذا الرياح تناوحت     حتى تغيب الشمس في الرجاف



                                                          وقيل : الرجاف يوم القيامة . ورجف القوم : تهيؤوا للقتال وأرجفوا : خاضوا في الفتنة والأخبار السيئة . والرجفان : الإسراع عن كراع .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية