الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ رأم ]

                                                          رأم : رئمت الناقة ولدها ترأمه رأما ورأمانا : عطفت عليه ولزمته ، وفي التهذيب : رئمانا أحبته ، قال :


                                                          أم كيف ينفع ما تعطي العلوق به رئمان أنف إذا ما ضن باللبن



                                                          ويروى رئمان ورئمان ، فمن نصب فعلى المصدر ، ومن رفع فعلى البدل من الهاء . والناقة رءوم ورائمة ورائم : عاطفة على ولدها . وأرأمها عليه : عطفها فترأمت هي عليه تعطفت ، ورأمها : ولدها الذي ترأم عليه ، قال أبو ذؤيب :


                                                          بمصدره الماء رأم رذي

                                                          قال ابن سيده : وعندي أنه سماه بالمصدر الذي هو في معنى مفعول كأنه مرءوم رذي . والرؤام والرؤال : اللعاب . ابن الأعرابي : الرأم الولد . الجوهري : يقال للبو والولد رأم . وقال الليث : الرأم البو أو ولد ظئرت عليه غير أمه ، وأنشد :


                                                          كأمهات الرئم أو مطافلا

                                                          وقد رئمته ، فهي رائم ورءوم . ابن سيده : والرأم البو . وكل من لزم شيئا وألفه وأحبه فقد رئمه ، قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة :


                                                          أبى الله والإسلام أن ترأم الخنى     نفوس رجال بالخنى لم تذلل



                                                          ابن السكيت : أرأمته على الأمر وأظأرته إذا أكرهته . والروائم : الأثافي لرئمانها الرماد ، وقد رئمت الرماد ، فالرماد كالولد لها . وأرأمنا الناقة ، أي : عطفناها على رأمها . الأصمعي : إذا عطفت الناقة على ولد غيرها فرئمته فهي رائم ، فإن لم ترأمه ولكنها تشمه ولا تدر عليه فهي علوق .

                                                          وفي حديث عائشة تصف عمر - رضي الله عنهما - : ترأمه ويأباها ، تريد الدنيا ، أي : تعطف عليه كما ترأم الأم ولدها والناقة [ ص: 62 ] حوارها فتشمه وتترشفه . وكل من أحب شيئا وألفه فقد رئمه . ورئم الجرح رأما ورئمانا حسنا : التأم ، وفي المحكم : انضم فوه للبرء ، وأرأمه إرآما : داواه وعالجه حتى رئم ، وفي الصحاح : حتى يبرأ أو يلتئم . وأرأم الرجل على الشيء : أكرهه . ورأم الحبل يرأمه وأرأمه : فتله فتلا شديدا . والرومة ، بغير همز : الغراء الذي يلصق به ريش السهم ، وحكاها ثعلب مهموزة . الجوهري : الرؤمة الغراء الذي يلصق به الشيء . والرئم : الخالص من الظباء ، وقيل : هو ولد الظبي ، والجمع أرآم ، وقلبوا فقالوا آرام ، والأنثى رئمة ، أنشد ثعلب :


                                                          بمثل جيد الرئمة العطبل

                                                          شدد للضرورة كقوله بعد هذا :


                                                          ببازل وجناء أو عيهل

                                                          أراد أو عيهل فشدد . الأصمعي : من الظباء الآرام وهي البيض الخالصة البياض ، وقال أبو زيد مثله ، وهي تسكن الرمال . والرءوم من الغنم : التي تلحس ثياب من مر بها . ورأم القدح يرأمه رأما ولأمه : أصلحه كرأبه . الشيباني : رأمت شعب القدح إذا أصلحته ، وأنشد :


                                                          وقتلى بحقف من أوارة جدعت     صدعن قلوبا لم ترأم شعوبها



                                                          والرئم : الاست ، عن كراع - حكاها بالألف واللام - ولا نظير لها إلا الدئل ، وهي دويبة ، قال رؤبة :


                                                          ذل وأقعت بالحضيض رئمه

                                                          ورئام : موضع . وقيل : هي مدينة من مدائن حمير يحلها أولاد أود ، قال الأفوه الأودي :


                                                          إنا بنو أود الذي بلوائه     منعت رئام وقد غزاها الأجدع



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية