الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ركز ]

                                                          ركز : الركز : غرزك شيئا منتصبا كالرمح ونحوه تركزه ركزا في مركزه ، وقد ركزه يركزه ويركزه ركزا وركزه : غرزه في الأرض ، وأنشد ثعلب :

                                                          [ ص: 214 ]

                                                          وأشطان الرماح مركزات وحوم النعم والحلق الحلول



                                                          والمراكز : منابت الأسنان . ومركز الجند : الموضع الذي أمروا أن يلزموه وأمروا أن لا يبرحوه . ومركز الرجل : موضعه : يقال : أخل فلان بمركزه . وارتكزت على القوس إذا وضعت سيتها بالأرض ثم اعتمدت عليها . ومركز الدائرة : وسطها . والمرتكز الساق من يابس النبات : الذي طار عنه الورق . والمرتكز من يابس الحشيش : أن ترى ساقا وقد تطاير عنها ورقها وأغصانها . وركز الحر السفا يركزه ركزا : أثبته في الأرض ، قال الأخطل :


                                                          فلما تلوى في جحافله السفا     وأوجعه مركوزه وذوابله



                                                          وما رأيت له ركزة عقل أي : ثبات عقل . قال الفراء : سمعت بعض بني أسد يقول : كلمت فلانا فما رأيت له ركزة ، يريد ليس بثابت العقل والركز : الصوت الخفي ، وقيل : هو الصوت ليس بالشديد . قال وفي التنزيل العزيز : أو تسمع لهم ركزا قال الفراء : الركز الصوت ، والركز : صوت الإنسان تسمعه من بعيد نحو ركز الصائد إذا ناجى كلابه ، وأنشد :


                                                          وقد توجس ركزا مقفر ندس     بنبأة الصوت ما في سمعه كذب



                                                          وفي حديث ابن عباس في قوله تعالى : فرت من قسورة قال : هو ركز الناس ، قال : الركز الحس والصوت الخفي ، فجعل القسورة نفسها ركزا ; لأن القسورة جماعة الرجال ، وقيل : هو جماعة الرماة ، فسماهم باسم صوتهم ، وأصلها من القسر وهو القهر والغلبة ، ومنه قيل للأسد قسورة . والركاز : قطع ذهب وفضة تخرج من الأرض أو المعدن . وفي الحديث : وفي الركاز الخمس . وأركز المعدن : وجد فيه الركاز ؛ عن ابن الأعرابي . وأركز الرجل إذا وجد ركازا . قال أبو عبيد : اختلف أهل الحجاز والعراق ، فقال أهل العراق : في الركاز المعادن كلها ، فما استخرج منها من شيء فلمستخرجه أربعة أخماسه ، ولبيت المال الخمس ، قالوا : وكذلك المال العادي يوجد مدفونا هو مثل المعدن سواء ، قالوا : وإنما أصل الركاز المعدن ، والمال العادي الذي قد ملكه الناس مشبه بالمعدن ، وقال أهل الحجاز : إنما الركاز كنوز الجاهلية ، وقيل : هو المال المدفون خاصة مما كنزه بنو آدم قبل الإسلام فأما المعادن فليست بركاز ، وإنما فيها مثل ما في أموال المسلمين من الركاز إذا بلغ ما أصاب مائتي درهم كان فيها خمسة دراهم ، وما زاد فبحساب ذلك ، وكذلك الذهب إذا بلغ عشرين مثقالا كان فيه نصف مثقال ، وهذان القولان تحتملهما اللغة ; لأن كلا منهما مركوز في الأرض أي : ثابت . يقال : ركزه يركزه ركزا إذا دفنه . والحديث إنما جاء على رأي أهل الحجاز ، وهو الكنز الجاهلي ، وإنما كان فيه الخمس ; لكثرة نفعه وسهولة أخذه . وروى الأزهري عن الشافعي أنه قال : الذي لا أشك فيه أن الركاز دفين الجاهلية ، والذي أنا واقف فيه الركاز في المعدن والتبر المخلوق في الأرض . وروي عن عمرو بن شعيب أن عبدا وجد ركزة على عهد عمر رضي الله عنه فأخذها منه عمر ؛ قال ابن الأعرابي : الركاز ما أخرج المعدن وقد أركز المعدن وأنال ، وقال غيره : أركز صاحب المعدن إذا كثر ما يخرج منه له من فضة وغيرها . والركاز : الاسم ، وهي القطع العظام مثل الجلاميد من الذهب والفضة تخرج من المعادن ، وهذا يعضد تفسير أهل العراق . قال : وقال الشافعي يقال للرجل إذا أصاب في المعدن البدرة المجتمعة : قد أركز . وقال أحمد بن خالد : الركاز جمع ، والواحدة ركزة ، كأنه ركز في الأرض ركزا ، وقد جاء في مسند أحمد بن حنبل في بعض طرق هذا الحديث : وفي الركائز الخمس ، كأنها جمع ركيزة ، أو ركازة . والركيزة والركزة : القطعة من جواهر الأرض المركوزة فيها . والركز الرجل العاقل الحليم السخي . والركزة : النخلة التي تقتلع عن الجذع ، عن أبي حنيفة . قال شمر : والنخلة التي تنبت في جذع النخلة ثم تحول إلى مكان آخر هي الركزة ، وقال بعضهم : هذا ركز حسن وهذا ودي حسن وهذا قلع حسن . ويقال : ركز الودي والقلع . ومركوز : اسم موضع ، قال الراعي :


                                                          بأعلام مركوز فعنز فغرب     مغاني أم الورد إذ هي ما هيا



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية