الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ رجم ]

                                                          رجم : الرجم : القتل وقد ورد في القرآن الرجم القتل في غير موضع من كتاب الله - عز وجل - وإنما قيل للقتل رجم ; لأنهم كانوا إذا قتلوا رجلا رموه بالحجارة ، حتى يقتلوه ثم قيل لكل قتل رجم ومنه رجم الثيبين إذا زنيا ، وأصله الرمي بالحجارة . ابن سيده : الرجم الرمي بالحجارة . رجمه يرجمه رجما ، فهو مرجوم ورجيم . والرجم : اللعن ، ومنه الشيطان الرجيم أي : المرجوم بالكواكب صرف إلى فعيل من مفعول وقيل : رجيم ملعون مرجوم باللعنة ، مبعد مطرود وهو قول أهل التفسير قال : ويكون الرجيم بمعنى المشتوم المسبوب ، من قوله تعالى : لئن لم تنته لأرجمنك أي : لأسبنك . والرجم : الهجران ، والرجم الطرد ، والرجم الظن ، والرجم السب ، والشتم . وقوله تعالى حكاية عن قوم نوح على نبينا - وعليه الصلاة والسلام : لتكونن من المرجومين قيل : المعنى من المرجومين بالحجارة وقد تراجموا وارتجموا ، عن ابن الأعرابي وأنشد :


                                                          فهي ترامى بالحصى ارتجامها



                                                          والرجم : ما رجم به ، والجمع رجوم : والرجم والرجوم : النجوم التي يرمى بها . التهذيب : والرجم اسم لما يرجم به الشيء المرجوم ، وجمعه رجوم . قال الله تعالى في الشهب : وجعلناها رجوما للشياطين أي : جعلناها مرامي لهم . وتراجموا بالحجارة أي : تراموا بها . وفي حديث قتادة : خلق الله هذه النجوم لثلاث : زينة للسماء ، ورجوما للشياطين ، وعلامات يهتدى بها ، قال ابن الأثير : الرجوم جمع رجم ، وهو مصدر سمي به ، ويجوز أن يكون مصدرا لا جمعا ، ومعنى كونها رجوما للشياطين أن الشهب التي تنقض في الليل منفصلة من نار الكواكب ونورها ، لا أنهم يرجمون بالكواكب أنفسها ، لأنها ثابتة لا تزول ، وما ذاك إلا كقبس يؤخذ من نار والنار ثابتة في مكانها ، وقيل : أراد بالرجوم الظنون التي تحزر وتظن ، ومنه قوله تعالى : سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب وما يعانيه المنجمون من الحدس والظن والحكم على اتصال النجوم وانفصالها ، وإياهم عنى بالشياطين ; لأنهم شياطين الإنس قال : وقد جاء في بعض الأحاديث : من اقتبس بابا من علم النجوم لغير ما ذكر الله فقد اقتبس شعبة من السحر ، المنجم كاهن والكاهن ساحر والساحر كافر ، فجعل المنجم الذي يتعلم النجوم للحكم بها وعليها وينسب التأثيرات من الخير والشر إليها كافرا - نعوذ بالله من ذلك - . والرجم : القول بالظن والحدس ، وفي الصحاح : أن يتكلم الرجل بالظن ، ومنه قوله : رجما بالغيب . وفرس مرجم : يرجم الأرض بحوافره ، وكذلك البعير ، وهو مدح ، وقيل : هو الثقيل من غير بطء ، وقد ارتجمت الإبل وتراجمت . وجاء يرجم إذا مر يضطرم عدوه ، هذه عن اللحياني . وراجم عن قومه : ناضل عنهم . والرجام : الحجارة ، وقيل : هي الحجارة المجتمعة ، وقيل : هي كالرضام وهي صخور عظام أمثال الجزر ، وقيل : هي كالقبور العادية ، واحدتها رجمة ، والرجمة حجارة مرتفعة كانوا يطوفون ، حولها وقيل : الرجم بضم الجيم ، والرجمة بسكون الجيم ، جميعا الحجارة التي تنصب على القبر ، وقيل : هما العلامة . والرجمة والرجمة : القبر ، والجمع رجام ، وهو الرجم بالتحريك ، والجمع أرجام سمي رجما لما يجمع عليه من الأحجار ، ومنه قول كعب بن زهير :


                                                          أنا ابن الذي لم يخزني في حياته     ولم أخزه حتى أغيب في الرجم



                                                          والرجم : بالتحريك : هو القبر نفسه . والرجمة بالضم واحد الرجم والرجام ، وهي حجارة ضخام دون الرضام ، وربما جمعت على القبر ليسنم ، وأنشد ابن بري لابن رميض العنبري :


                                                          يسيل على الحاذين والست حيضها     كما صب فوق الرجمة الدم ناسك



                                                          الست : لغة في الاست . الليث : الرجمة حجارة مجموعة كأنها قبور عاد والجمع رجام . الأصمعي : الرجمة دون الرضام والرضام صخور عظام تجمع في مكان . أبو عمرو : الرجام الهضاب ، واحدتها رجمة . ورجام : موضع ، قال لبيد :

                                                          [ ص: 117 ]

                                                          عفت الديار محلها فمقامها     بمنى تأبد غولها فرجامها



                                                          والرجم والرجام : الحجارة المجموعة على القبور ، ومنه قول عبد الله بن مغفل المزني : لا ترجموا قبري أي : لا تجعلوا عليه الرجم ، وأراد بذلك تسوية القبر بالأرض ، وأن لا يكون مسنما مرتفعا كما قال الضحاك في وصيته : ارمسوا قبري رمسا ، وقال أبو بكر : معنى وصيته لبنيه : لا ترجموا قبري معناه لا تنوحوا عند قبري أي : تقولوا عنده كلاما سيئا قبيحا ، من الرجم السب والشتم ، قال الجوهري : المحدثون يروونه لا ترجموا ، مخففا ، والصحيح ترجموا مشددا ، أي : لا تجعلوا عليه الرجم وهي الحجارة والرجمات : المنار ، وهي الحجارة التي تجمع وكان يطاف حولها تشبه بالبيت ، وأنشد :


                                                          كما طاف بالرجمة المرتجم



                                                          ورجم القبر رجما : عمله ، وقيل : رجمه يرجمه رجما وضع عليه الرجم ، بالفتح والتحريك ، التي هي الحجارة . والرجم أيضا : الحفرة والبئر والتنور . أبو سعيد : ارتجم الشيء وارتجن إذا ركب بعضه بعضا . والرجمة بالضم : وجار الضبع . ويقال : صار فلان مرجما لا يوقف على حقيقة أمره ، ومنه الحديث المرجم ، بالتشديد ، قال زهير :


                                                          وما هو عنها بالحديث المرجم



                                                          والرجم : القذف بالغيب والظن ، قال أبو العيال الهذلي :


                                                          إن البلاء لدى المقاوس مخرج     ما كان من غيب ورجم ظنون



                                                          وكلام مرجم : عن غير يقين . وفي التنزيل العزيز : لأرجمنك أي : لأهجرنك ولأقولن عنك بالغيب ما تكره . والمراجم الكلم القبيحة . وتراجموا بينهم بمراجم : تراموا . والرجام : حجر يشد في طرف الحبل ، ثم يدلى في البئر فتخضخض به الحمأة حتى تثور ، ثم يستقى ذلك الماء فتستنقى البئر ، وهذا كله إذا كانت البئر بعيدة القعر لا يقدرون على أن ينزلوا فينقوها ، وقيل : هو حجر يشد بعرقوة الدلو ليكون أسرع لانحدارها ، قال :


                                                          كأنهما إذا علوا وجينا     ومقطع حرة بعثا رجاما



                                                          وصف عيرا وأتانا يقول : كأنما بعثا حجارة . أبو عمرو : الرجام ما يبنى على البئر ثم تعرض عليه الخشبة للدلو ، قال الشماخ :


                                                          على رجامين من خطاف ماتحة     تهدي صدورهما ورق مراقيل



                                                          الجوهري : الرجام المرجاس ، قال : وربما شد بطرف عرقوة الدلو ليكون أسرع لانحدارها . ورجل مرجم ، بالكسر ، أي : شديد كأنه يرجم به معاديه ، ومنه قول جرير :


                                                          قد علمت أسيد وخضم     أن أبا حرزم شيخ مرجم



                                                          وقال ابن الأعرابي : دفع رجل رجلا فقال : لتجدني ذا منكب مزحم وركن مدعم ولسان مرجم . والمرجام : الذي ترجم به الحجارة . ولسان مرجم إذا كان قوالا . والرجامان : خشبتان تنصبان على رأس البئر ينصب عليهما القعو ونحوه من المساقي . والرجائم : الجبال التي ترمي بالحجارة ، واحدتها رجيمة ، قال أبو طالب :


                                                          غفارية حلت ببولان حلة     فينبع أو حلت بهضب الرجائم



                                                          والرجم : الإخوان ، عن كراع وحده واحدهم رجم ، ورجم قال ابن سيده : ولا أدري كيف هذا . وقال ثعلب : الرجم الخليل ، والنديم . والرجمة : الدكان الذي تعتمد عليه النخلة الكريمة ، عن كراع وأبي حنيفة قالا : أبدلوا الميم من الباء قال : وعندي أنها لغة كالرجبة . ومرجوم : لقب رجل من العرب كان سيدا ففاخر رجلا من قومه إلى بعض ملوك الحيرة ، فقال له : قد رجمتك بالشرف فسمي مرجوما قال لبيد :


                                                          وقبيل من لكيز شاهد     رهط مرجوم ورهط ابن المعل



                                                          ورواية من رواه مرحوم بالحاء ، خطأ وأراد ابن المعلى ، وهو جد الجارود بن بشير بن عمرو بن المعلى . والرجام : موضع ، قال :


                                                          بمنى تأبد غولها فرجامها



                                                          والترجمان والترجمان : المفسر ، وقد ترجمه وترجم عنه ، وهو من المثل الذي لم يذكره سيبويه . قال ابن جني : أما ترجمان فقد حكيت فيه ترجمان بضم أوله ، ومثاله فعللان كعترفان ودحمسان ، وكذلك التاء أيضا فيمن فتحها أصلية ، وإن لم يكن في الكلام مثل جعفر ; لأنه قد يجوز مع الألف والنون من الأمثلة ما لولاهما لم يجز ، كعنفوان وخنذيان وريهقان ، ألا ترى أنه ليس في الكلام فعلو ولا فعلي ولا فيعل ؟ ويقال : قد ترجم كلامه إذا فسره بلسان آخر ، ومنه الترجمان ، والجمع التراجم مثل زعفران وزعافر ، وصحصحان وصحاصح ، قال : ولك أن تضم التاء لضمة الجيم فتقول ترجمان مثل يسروع ويسروع ، قال الراجز :


                                                          ومنهل وردته التقاطا     لم ألق إذ وردته فراطا
                                                          إلا الحمام الورق والغطاطا     فهن يلغطن به إلغاطا
                                                          كالترجمان لقي الأنباطا



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية