الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ردم ]

                                                          ردم : الردم : سدك بابا كله أو ثلمة أو مدخلا أو نحو ذلك . ويقال : ردم الباب والثلمة ونحوهما ، يردمه بالكسر ، ردما سده ، وقيل : الردم أكثر من السد ، لأن الردم ما جعل بعضه على بعض ، والاسم الردم وجمعه ردوم . والردم : السد الذي بيننا وبين يأجوج ومأجوج . وفي التنزيل العزيز : أجعل بينكم وبينهم ردما . وفي الحديث : فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ، وعقد بيده تسعين ، من ردمت الثلمة ردما إذا سددتها ، والاسم والمصدر سواء ؛ الردم وعقد التسعين : من مواضعات الحساب ، وهو أن يجعل رأس الإصبع السبابة في أصل الإبهام ويضمها حتى لا يبين بينهما إلا خلل يسير . والردم : ما يسقط من الجدار إذا انهدم . وكل ما لفق بعضه ببعض فقد ردم . والرديمة : ثوبان يخاط بعضهما ببعض نحو اللفاق وهي الردوم ، على توهم طرح الهاء . والرديم الثوب الخلق وثوب رديم : خلق ، وثياب ردم ، قال ساعدة الهذلي :


                                                          يذرين دمعا على الأشفار مبتدرا يرفلن بعد ثياب الخال في الردم



                                                          وردمت الثوب وردمته ترديما ، وهو ثوب رديم ومردم أي : مرقع . وتردم الثوب أي : أخلق واسترقع فهو متردم . والمتردم : الموضع الذي يرقع . ويقال : تردم الرجل ثوبه أي : رقعه ، يتعدى ولا يتعدى ابن سيده : ثوب مردم ومرتدم ومتردم وملدم خلق مرقع ، قال عنترة :


                                                          هل غادر الشعراء من متردم     أم هل عرفت الدار بعد توهم ؟



                                                          معناه أي : مستصلح ، وقال ابن سيده : أي : من كلام يلصق بعضه ببعض ويلبق أي : قد سبقونا إلى القول فلم يدعوا مقالا لقائل . ويقال : صرت بعد الوشي والخز في ردم ، وهي الخلقان ، بالدال غير معجمة . ابن الأعرابي : الأردم الملاح ، والجمع الأردمون ، وأنشد في صفة ناقة :


                                                          وتهفو بهاد لها ميلع     كما أقحم القادس الأردمونا



                                                          الميلع : المضطرب هكذا وهكذا ، والميلع : الخفيف . وتردمت الناقة : عطفت على ولدها . والرديم : لقب رجل من فرسان العرب ، سمي بذلك ; لعظم خلقه وكان إذا وقف موقفا ردمه فلم يجاوز . وتردم القوم الأرض : أكلوا مرتعها مرة بعد مرة . وأردمت عليه الحمى ، وهي مردم : دامت ولم تفارقه . وأردم عليه المرض : لزمه . ويقال : ورد مردم وسحاب مردم . وردم البعير والحمار يردم ردما : ضرط والاسم الردام ، بالضم ، وقيل : الردم الضراط عامة . وردم بها ردما : ضرط ، الجوهري : ردم يردم ، بالضم ، رداما . والردم : الصوت ، وخص به بعضهم صوت القوس . وردم القوس : صوتها بالإنباض ، قال صخر الغي يصف قوسا :


                                                          كأن أزبيها إذا ردمت     هزم بغاة في إثر ما فقدوا



                                                          ردمت : صوتت بالإنباض ، وفي التهذيب : ردمت أنبض عنها ، والهزم : الصوت قال الأزهري : كأنه مأخوذ من الردام ، وهو الضراط . ورجل ردم وردام : لا خير فيه . وردم الشيء يردم ردما : [ ص: 139 ] سال ، هذه عن كراع ، ورواية أبي عبيد وثعلب : رذم ، بالذال المعجمة . والردم : موضع بتهامة قال أبو خراش :


                                                          فكلا وربي لا تعودي لمثله     عشية لاقته المنية بالردم



                                                          حذف النون التي هي علامة رفع الفعل في قوله تعودي للضرورة ، ونظيره قول الآخر :


                                                          أبيت أسري وتبيتي تدلكي     جسمك بالجادي والمسك الذكي



                                                          وله نظائر ، ونصب عشية ، على المصدر أراد عود عشية ، ولا يجوز أن تنتصب على الظرف لتدافع اجتماع الاستقبال والمضي ; لأن تعودي آت وعشية لاقته ماض ، هذا معنى قول ابن جني . وردمان : قبيلة من العرب باليمن .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية