ولما ذكر (تعالى) أحوالهم؛ بين جزاءهم؛ ومآلهم؛ فقال - مستأنفا؛ جوابا لمن سأل عن ذلك -: جنات ؛ أي: هي مسببة عن سبب السبق؛ الذي هو الفضل؛ ويصح كونها بدلا من "الفضل"؛ لأنه سببها؛ [ ص: 59 ] فكان كأنه هو الثواب؛ عدن ؛ أي: إقامة بلا رحيل؛ لأنه لا سبب للرحيل عنها؛ يدخلونها ؛ أي: الثلاثة أصناف؛ ومن دخلها لم يخرج منها؛ لأنه لا شيء يخرجه؛ ولا هو يريد الخروج؛ على أن الضمير لـ "الذين"؛ ومن قال لـ "عبادنا"؛ خص الدخول بالمقتصد؛ والسابق؛ هذا على قراءة الجماعة؛ بفتح الياء؛ وضم الخاء؛ وعلى قراءة ؛ بالبناء للمفعول؛ يكون الضمير للسابق فقط؛ لأنهم يكونون في وقت الحساب على كثبان المسك؛ ومنابر النور؛ فيستطيبون مكانهم؛ فإذا دعوا إلى الجنة أبطؤوا؛ فيساقون إليها؛ كما في آخر "الزمر". أبي عمرو
ولما كان الداخل إلى مكان أول ما ينظر إلى ما فيه من النفائس؛ قال: يحلون فيها ؛ أي: يلبسون؛ على سبيل التزين؛ والتحلي؛ من أساور ؛ ولما كان للإبهام؛ ثم البيان مزيد روعة للنفس؛ وكان مقصود السورة إثبات القدرة الكاملة؛ لإثبات أتم الإبقاءين؛ شوق إلى الطاعة الموصلة إليه بأفضل ما نعرف من الحلية؛ فقال - مبينا لنوع الأساور -: من ذهب ولؤلؤا ؛ ولما كانت لا تليق إلا على اللباس الفاخر؛ قال - معرفا أنهم حين الدخول يكونون لابسين -: ولباسهم فيها حرير