الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما أكمل - سبحانه - ما أراد من أمور من كان على أيديهم هلاك في الدنيا؛ أو في الآخرة؛ ختم بمن آل أمر قومه إلى سلامة؛ وإيمان؛ ونعمة؛ وإحسان؛ تغليبا للترجية على التأسية؛ والتعزية؛ فقال - مؤكدا لأن ما يأتي من ذكر الإباق؛ ربما أوهم شيئا في أمره -: وإن يونس ؛ أي: أحد أنبياء بني إسرائيل؛ وهو يونس بن متى - عليه السلام -؛ حكى البغوي في قصة إلياس - عليه السلام - أنه لما أرسله الله (تعالى) إلى سبطه من بني إسرائيل؛ الذين كانوا في مدينة بعلبك؛ فكذبوه؛ وأراد ملكهم قتله؛ [ ص: 291 ] فاختفى في تلك الجبال؛ اشتاق إلى الناس؛ فنزل؛ فمكث عند امرأة من بني إسرائيل؛ وهي أم يونس بن متى - عليه السلام -؛ وكان يونس إذ ذاك رضيعا؛ ثم رجع إلى الجبال؛ فمات يونس - عليه السلام -؛ فأتت أمه إلى تلك الجبال؛ فما زالت تطوف حتى ظفرت بإلياس - عليه السلام -؛ فسألته أن يدعو لابنها فيحييه الله؛ فقال لها: إني لم أومر بهذا؛ وإنما أنا عبد مأمور؛ فجزعت؛ فزاد جزعها وتضرعها إليه؛ فرق لها؛ ورحمها؛ وسار معها؛ فوصل إلى بيتها بعد أربعة عشر يوما من حين مات؛ وهو مسجى في ناحية البيت؛ فدعا الله؛ فأحياه لها؛ وعاد إلياس - عليه السلام - إلى جبله؛ لمن المرسلين

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية