الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 173 ] ولما كان الملك لا يستلزم الطواعية؛ قال (تعالى): وذللناها لهم ؛ أي: يسرنا قيادها؛ ولو شئنا لجعلناها وحشية؛ كما جعلنا أصغر منها وأضعف؛ فمن قدر على تذليل الأشياء الصعبة جدا لغيره؛ فهو قادر على تطويع الأشياء لنفسه؛ ثم سبب عن ذلك قوله: فمنها ركوبهم ؛ أي: ما يركبون؛ وهي الإبل؛ لأنها أعظم مركوباتهم؛ لعموم منافعها في ذلك؛ وكثرتها؛ ولمثل ذلك في التذكير بعظيم النعمة؛ والنفع؛ واستقلال كل من النعمتين بنفسه؛ أعاد الجار؛ وعبر بالمضارع للتجدد بتجدد الذبح؛ بخلاف المركوب؛ فإن صلاحه لذلك ثابت دائم؛ فقال: ومنها يأكلون

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية