الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان ذلك لا يكمل إلا بالشراب؛ وكان المقصود الطواف فيه؛ لا كونه من معين؛ قال: يطاف ؛ بالبناء للمفعول؛ وكأنها تدلى إليهم من جهة العلو؛ ليكون أشرف لها؛ وأصون؛ فنبه على ذلك بأداة الاستعلاء؛ فقال: عليهم ؛ أي: وهم فوق أسرتهم كالملوك؛ بكأس ؛ أي: إناء فيه خمر؛ قالوا: وإن لم يكن في الزجاجة خمر فهي قدح؛ ولا تسمى كأسا إلا والخمر فيها؛ من معين ؛ أي: من خمر جارية في أنهارها؛ ظاهرة للعيون؛ تنبع كما ينبع الماء؛ لا يعالجونها بعصير؛ ولا يحملهم على الرفق بها؛ والتقصير فيها؛ نوع تقصير؛ قال الرازي : إنما سميت به إما من ظهورها للعين؛ أو لشدة جريها؛ من الإمعان في السير؛ أو لكثرتها؛ من "المعن"؛ وهو الكثير؛ وسمي الماعون لكثرة الانتفاع به؛ ويقال: مشرب ممعون: لا يكاد ينقطع.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية