الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        36782 - قال مالك : الأمر المجتمع عليه عندنا أنه لا قود بين الصبيان ، وأن عمدهم خطأ ، ما لم تجب عليهم الحدود ويبلغوا الحلم ، وإن قتل الصبي لا يكون إلا خطأ ، وذلك لو أن صبيا وكبيرا قتلا رجلا حرا خطأ ، كان على عاقلة كل واحد منهما نصف الدية .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        36783 - قال أبو عمر : أما قوله : لا قود بين الصبيان . فهو أمر مجتمع عليه ، لا خلاف بين العلماء فيه .

                                                                                                                        36784 - وأما قوله : إن عمد الصبيان خطأ ، تلزمه العاقلة ، فإن الصبي ، إذا كان له قصد ، وعرف منه تمييز لما يتعمده ، فهذا الذي عمله خطأ ، لارتفاع القلم عنه في القصاص ، والحدود ، وسائر الفرائض .

                                                                                                                        36785 - وأما إذا كان طفلا في المهد ، أو مرضعا لا تمييز له ، ولا يصح منه قصد ولا تعمد ، فهو كالبهيمة المهملة ، التي جرحها جبار .

                                                                                                                        36786 - وهذا أصل مجتمع عليه ، ولا أعلم خلافا فيه ، إلا ما تقدم من مذهب الشافعي ، ومن قال بقوله ، في أن عمد الصبي في ماله ، لا تحمله العاقلة .




                                                                                                                        الخدمات العلمية