الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                246 247 ص: وقد جاءت الآثار متواترة بما يدل على ما قالوا، فمن ذلك: ما حدثنا ابن أبي داود وابن أبي عمران ، قالا: حدثنا عمرو بن محمد الناقد ، قال: نا عبيدة بن حميد ، عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال علي - رضي الله عنه -: "قد كنت رجلا مذاء، " فأمرت رجلا، فسأل النبي - عليه السلام - فقال: فيه الوضوء". .

                                                [ ص: 423 ]

                                                التالي السابق


                                                [ ص: 423 ] ش: أي قد جاءت الآثار حال كونها متكاثرة متتابعة بما يدل على ما قال الآخرون، من أن قوله - عليه السلام -: "يغسل مذاكيره" ليس على إيجاب غسلها; ولكن ليتقلص المذي كما ذكرنا.

                                                فمن ذلك ما رواه الطحاوي عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي وأحمد بن أبي عمران موسى الفقيه البغدادي ، كلاهما عن عمرو بن محمد شيخ الشيخين وغيرهما، عن عبيدة -بفتح العين وكسر الباء الموحدة- بن حميد بن صهيب الضبي ، عن سليمان الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت قيس بن دينار الكوفي ، وهذا إسناد صحيح.

                                                وأخرجه مسلم : من حديث عبد الله بن وهب ، عن مخرمة بن بكير ، عن أبيه، عن سليمان بن يسار ، عن ابن عباس قال: قال علي - رضي الله عنه -: "أرسلت المقداد بن الأسود إلى رسول الله - عليه السلام - فسأله عن المذي يخرج من الإنسان، كيف يفعل به ؟! قال رسول الله - عليه السلام -: توضأ وانضح فرجك" .

                                                قوله: "مذاء" فعال بالتشديد، وهو صيغة المبالغة في كثرة خروج المذي، وكان علي - رضي الله عنه - كثير المذي جدا.

                                                حتى قال البيهقي في "سننه": من حديث ابن جريج ، عن عطاء : "أن عليا كان يدخل الفتيلة في إحليله من كثرة المذي" .

                                                قوله: "فأمرت رجلا" قد فسره في رواية مسلم بأنه المقداد .




                                                الخدمات العلمية