ذكر طرابلس الفرنجي هزيمة صاحب
وفي هذه السنة عبر إلى الشام جمع كثير من التركمان من بلاد الجزيرة ، وأغاروا على بلاد طرابلس ، وغنموا وقتلوا كثيرا ، فخرج القمص صاحب طرابلس في جموعه ، فانزاح التركمان من بين يديه ، فتبعهم فعادوا إليه ، وقاتلوه فهزموه ، وأكثروا القتل في عسكره ، ومضى هو ومن سلم معه إلى قلعة بعرين ، فتحصنوا فيها ، وامتنعوا على التركمان ، فحصرهم التركمان فيها .
فلما طال الحصار عليهم نزل صاحب طرابلس ، ومعه عشرون فارسا من أعيان أصحابه سرا فنجوا وساروا إلى طرابلس ، وترك الباقين في بعرين يحفظونها ، فلما وصل إلى طرابلس كاتب جميع الفرنج ، فاجتمع عنده منهم خلق كثير ، وتوجه بهم نحو التركمان ليرحلهم عن بعرين ، فلما سمع التركمان بذلك قصدوهم والتقوهم ، وقتل بينهم خلق كثير ، وأشرف الفرنج على الهزيمة ، فحملوا نفوسهم ، ورجعوا على حامية إلى رفنية فتعذر على التركمان اللحاق بهم إلى وسط بلادهم فعادوا عنهم .