الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر وفاة الملك محمد بن محمود بن محمد بن ملكشاه

في هذه السنة ، في ذي الحجة ، توفي السلطان محمد بن محمود بن محمد ، [ ص: 266 ] وهو الذي حاصر بغداد طالبا السلطنة وعاد عنها ، فأصابه سل ، وطال به ، فمات بباب همذان ، وكان مولده في ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة .

فلما حضره الموت أمر العساكر فركبت ، وأحضر أمواله وجواهره وحظاياه ومماليكه ، فنظر إلى الجميع من طيارة تشرف على ما تحتها ، فلما رآه بكى وقال : هذه العساكر والأموال والمماليك والسراري ما أرى يدفعون عني مقدار ذرة ، ولا يزيدون في أجلي لحظة ، وأمر بالجميع فرفع بعد أن فرق منه شيئا كثيرا .

وكان حليما كريما عاقلا كثير التأني في أموره ، وكان له ولد صغير ، فسلمه إلى آقنسقر الأحمديلي ، وقال له : أنا أعلم أن العساكر لا تطيع مثل هذا الطفل ، وهو وديعة عندك ، فارحل به إلى بلادك . فرحل إلىمراغة ، فلما مات اختلفت الأمراء ، فطائفة طلبوا ملكشاه أخاه ، وطائفة طلبوا سليمان شاه ، وهم الأكثر ، وطائفة طلبوا أرسلان الذي مع إيلدكز ، فأما ملكشاه فإنه سار من خوزستان ، ومعه دكلا صاحب فارس ، وشملة التركماني وغيرهما ، فوصل إلى أصفهان ، فسلمها إليه ابن الخجندي ، وجمع له مالا أنفقه عليه ، وأرسل إلى العساكر بهمذان يدعوهم إلى طاعته ، فلم يجيبوه لعدم الاتفاق بينهم ، ولأن أكثرهم كان يريد سليمان شاه .

التالي السابق


الخدمات العلمية