الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 382 ] ذكر وصول الترك إلى إفريقية وملكهم طرابلس وغيرها

في هذه السنة سار طائفة من الترك من ديار مصر مع قراقوش مملوك تقي الدين عمر ابن أخي صلاح الدين يوسف بن أيوب ، إلى جبال نفوسة ، واجتمع به مسعود بن زمام المعروف بمسعود البلاط ، وهو من أعيان أمراء العرب هناك ، وكان خارجا عن طاعة عبد المؤمن وأولاده ، فاتفقا ، وكثر جمعهما ، ونزلا على طرابلس الغرب ، فحاصراها ، وضيقا على أهلها ، ثم فتحت ، فاستولى عليها قراقوش ، وأسكن أهله قصرها ، وملك كثيرا من بلاد إفريقية ما خلا المهدية ، وسفاقس ، وقفصة ، وتونس وما والاها من القرى والمواضع .

وصار مع قراقوش عسكر كثير ، فحكم على تلك البلاد بمساعدة العرب بما جبلت عليه من التخريب والنهب ، والإفساد بقطع الأشجار والثمار ، وغير ذلك ، فجمع بها أموالا عظيمة ، وجعلها بمدينة قابس ، وقويت نفسه ، وحدثته بالاستيلاء على جميع إفريقية ; لبعد أبي يعقوب بن عبد المؤمن صاحبها عنها ، وكان ما سنذكره إن شاء الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية