الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر الفتنة بين عامة إستراباذ

في هذه السنة وقع في إستراباذ فتنة عظيمة بين العلويين ومن يتبعهم من الشيعة وبين الشافعية ومن معهم ، وكان سببها أن الإمام محمدا الهروي وصل إلى إستراباذ ، فعقد مجلس الوعظ ، وكان قاضيها أبو نصر سعد بن محمد بن إسماعيل النعيمي شافعي المذهب أيضا ، فثار العلويون ومن يتبعهم من الشيعة بالشافعية ومن يتبعهم بإستراباذ ، ووقعت بين الطائفتين فتنة عظيمة انتصر فيها العلويون ، فقتل من الشافعية جماعة ، وضرب القاضي ، ونهبت داره ودور من معه ، وجرى عليهم من الأمور الشنيعة ما لا حد عليه .

فسمع شاه مازندران الخبر فاستعظمه ، وأنكر على العلويين فعلهم ، وبالغ في الإنكار مع أنه شديد التشيع ، وقطع عنهم جرايات كانت لهم ، ووضع الجبايات والمصادرات على العامة ، فتفرق كثير منهم وعاد القاضي إلى منصبه وسكنت الفتنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية