ذكر شهاب الدين حمص ملك
في هذه السنة في الثاني والعشرين من ربيع الأول ، تسلم شهاب الدين محمود صاحب دمشق مدينة حمص وقلعتها .
وسبب ذلك أن أصحابها أولاد الأمير خيرخان بن قراجا ، والوالي بها من قبلهم ، ضجروا من كثرة تعرض عسكر عماد الدين زنكي إليها وإلى أعمالها ، وتضييقهم على من بها من جندي وعامي ، فراسلوا شهاب الدين في أن يسلموها إليه ويعطيهم عوضا عنها تدمر ، فأجابهم إلى ذلك وسار إليها ، وتسلمها منهم في التاريخ المذكور ، وسلم إليها تدمر ، وأقطع حمص مملوك جده ، وجعل فيها نائبا عنه ممن يثق به من أعيان أصحابه وعاد منها إلى معين الدين أنز دمشق .
فلما رأى عسكر زنكي الذين بحلب وحماة خروج حمص عن أيديهم تابعوا [ ص: 74 ] الغارات إلى بلدها ، والنهب له ، والاستيلاء على كثير منه ، فجرى بينهم عدة وقائع ، وأرسل شهاب الدين إلى زنكي في المعنى ، واستقر الصلح بينهم ، وكف كل منهم عن صاحبه .