ذكر بني أسد من العراق إجلاء
في هذه السنة أمر الخليفة المستنجد بالله بإهلاك بني أسد الحلة المزيدية ، لما ظهر من فسادهم ، ولما كان في نفس الخليفة منهم من مساعدتهم السلطان محمدا لما حصر بغداد ، فأمر يزدن بن قماج بقتالهم وإجلائهم من البلاد ، وكانوا منبسطين في البطائح ، فلا يقدر عليهم ، فتوجه يزدن إليهم ، وجمع عساكر كثيرة من فارس وراجل ، وأرسل إلى ابن معروف مقدم المنتفق ، وهو بأرض البصرة ، فجاء في خلق كثير ، وحصرهم ، وسكر عنهم الماء ، وصابرهم مدة ، فأرسل الخليفة يعتب على يزدن ويعجزه وينسبه إلى موافقتهم في التشيع ، وكان يزدن يتشيع ، فجد هو وابن معروف في قتالهم والتضييق عليهم ، وسد مسالكهم في الماء ، فاستسلموا حينئذ ، فقتل منهم أربعة آلاف قتيل ، ونادى فيمن بقي : من وجد بعد هذا في الحلة المزيدية فقد حل دمه ، فتفرقوا في البلاد ، ولم يبق منهم بالعراق من يعرف ، وسلمت بطائحهم إلى ابن معروف وبلادهم .