[ ص: 331 ] ذكر شملة العراق قصد
في هذه السنة وصل شملة صاحب خوزستان إلى قلعة الماهكي ، من أعمال بغداد ، وأرسل إلى الخليفة يطلب شيئا من البلاد ، ويشتط في الطلب ، فسير الخليفة أكثر عساكره إليه ; ليمنعوه ، وأرسل إليه المستنجد بالله يوسف الدمشقي يلومه ، ويحذره عاقبة فعله ، فاعتذر بأن إيلدكز والسلطان أرسلان شاه أقطعا الملك الذي عنده ، وهو ولد ملكشاه ، البصرة وواسطا والحلة ، وعرض التوقيع بذلك ، وقال : أنا أقنع بثلث ذلك ، فعاد الدمشقي بذلك ، فأمر الخليفة بلعنه ، وأنه من الخوارج ، وجمعت العساكر وسيرت إلى أرغش المسترشدي ، وكان بالنعمانية هو ، ناظر وشرف الدين أبو جعفر بن البلدي واسط ، مقابل شملة .
ثم إن شملة أرسل قلج ابن أخيه في طائفة من العسكر ; لقتال طائفة من الأكراد ، فركب أرغش في بعض العسكر الذي عنده ، وسار إلى قلج ، فحاربه ، فأسر قلج وبعض أصحابه وسيرهم إلى بغداد ، وبلغ شملة ، وطلب الصلح ، فلم تقع الإجابة إليه ، ثم إن أرغش سقط عن فرسه بعد الوقعة ، فمات وبقي شملة مقيما مقابل عسكر الخليفة ، فلما علم أنه لا قدرة له عليهم رحل وعاد إلى بلاده ، وكانت مدة سفره أربعة أشهر .