الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      باب اللقطة قال في القاموس : اللقطة محركة ، وكحرمة ، وهمزة ، وثمامة : ما التقط انتهى ، وقوله : محركة أي : مفتوحة اللام ، والقاف ، وحكي عن الخليل : اللقطة بضم اللام ، وفتح القاف [ ص: 209 ] الكثير الالتقاط ، وحكي عنه في الشرح : أنها اسم للملتقط ; لأن ما جاء على فعلة فهو اسم الفاعل ، كالضحكة ، والهمزة ، واللمزة ( وهي اسم لما يلتقط من مال ) ضائع ( أو مختص ضائع ) كالساقط من ربه بغير علمه .

                                                                                                                      ( وما في معناه ) أي : معنى الضائع ، كالمتروك قصدا لأمر يقتضيه ( لغير حربي ) فإن كانت لحربي ملكها واجدها ، كالحربي إذا ضل الطريق فوجده إنسان فأخذه ملكه ، وتقدم ( يلتقطه غير ربه ) فإن التقطه ربه لم يسم لقطة عرفا ، والأصل في اللقطة : ما روى زيد بن خالد الجهني قال { سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن لقطة الذهب ، والورق فقال : اعرف وكاءها ، وعفاصها ثم عرفها سنة ، فإن لم تعرف فاستنفقها ، ولتكن وديعة عندك فإن جاء طالبها يوما من الدهر فادفعها إليه ، وسأله عن ضالة الإبل فقال : ما لك ، ولها ؟ معها سقاؤها ، وحذاؤها ترد الماء ، وتأكل الشجر حتى يجدها ربها ، وسأله عن الشاة ؟ فقال : خذها ، فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب } متفق عليه .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية