الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( فأما إن تزوج العبد ومثله المكاتب والمدبر والمعلق عتقه بصفة : معتقة ) لغير سيده ( فأولدها فولاء ولدها ) ذكرا أو أنثى أو خنثى واحدا أو أكثر [ ص: 505 ] ( لمولى أمه ) التي هي زوجة العبد يعقل عنه ويرثه إذا مات ، لكونه سبب الإنعام عليه لأنه إنما صار حرا بسبب عتق أمه ( فإن أعتق العبد ) الذي هو الأب ( انجر ولاؤه ) أي ولاء العتيقة منه على مولى الأم ( إلى معتقه ) فيصير له الولاء على العتيق وأولاده لأن الأب لما كان مملوكا لم يكن يصلح وارثا ولا وليا في نكاح ابنه كولد الملاعنة ينقطع نسبه عن أبيه ، فيثبت الولاء لمولى أمه وينتسب إليها فإذا أعتق الأب صلح الانتساب إليه وعاد وارثا ووليا فعادت النسبة إليه وإلى مواليه ، وصار بمنزلة ما لو استلحق الملاعن ولده .

                                                                                                                      وروى عبد الرحمن عن الزبير أنه لما قدم خيبر رأى فتية لعسا فأعجبه ظرفهم وجمالهم فسأل عنهم فقيل له : إنهم موالي رافع بن خديج ، وأبوهم مملوك لآل الحرقة فاشترى الزبير أباهم فأعتقه وقال لأولاده : انتسبوا إلي فإن ولاءكم لي فقال رافع بن خديج : الولاء لي ، لأنهم عتقوا بعتق أمهم فاحتكموا إلى عثمان فقضى بالولاء للزبير " فاجتمعت الصحابة عليه .

                                                                                                                      واللعس سواد في الشفتين تستحسنه العرب ( ولا يعود ) الولاء الذي جره مولى الأب ( إلى مولى أمه بحال ) فلو انقرض موالي الأب عاد الولاء إلى بيت المال دون موالي الأم لأن الولاء لا يجري مجرى النسب ولو انقرض الأب وآباؤه لم يعد النسب إلى الأم فكذا الولاء فلو ولدت بعد عتق الأب كان ولاء ولدها لموالي أبيه بغير خلاف ( فإن نفاه ) أي الولد ( الأب باللعان عاد ولاؤه إلى موالي الأم لأننا تبينا أنه لم يكن له أب ينتسب إليه فإن عاد ) الأب ( فاستلحقه ) لحقه ( وعاد الولاء إلى موالي الأب ) لعود النسب إليه .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية