الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4898 124 - حدثنا محمد بن عرعرة ، حدثنا شعبة ، عن قتادة ، عن زرارة ، عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى ترجع .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ويوضح المراد من الترجمة المذكورة مطلقة ، وزرارة بضم الزاي وبتكرير الراء المخففة ابن أوفى بالواو والفاء مقصورا .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه مسلم في النكاح عن أبي موسى وبندار .

                                                                                                                                                                                  قوله : ( مهاجرة ) من باب المفاعلة في الأصل ولكن هنا بمعنى هاجرة ; لأن فاعل قد يأتي بمعنى فعل نحو قوله تعالى : وسارعوا إلى مغفرة من ربكم أي أسرعوا ، وتوضحه رواية مسلم : " إذا باتت المرأة هاجرة " وهو اسم فاعل من هجر ومهاجرة اسم فاعل من هاجر وإذا كان الهجر منه فلا يترتب عليها شيء من ذلك . قوله : ( حتى ترجع ) أي عن الهجرة ( فإن قلت ) هؤلاء الملائكة هم الحفظة أو غيرهم ( قلت ) قيل يحتمل الأمرين ، وأنا أقول : إن الله عز وجل خلق الملائكة على أنواع شتى منهم مرصدون لأمور كالموكلين بالقطر والرياح والسحب والموكلين بمساءلة من في القبور والسياحين في الأرض يبتغون مجالس الذكر والموكلين بقذف الشياطين بالشهب والموكلين بأمور ، قال فيهم : لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ويحتمل أن تكون الملائكة الذين يلعنون ناسا من بني آدم على أمور محظورة تقع منهم من هذا النوع وهو الظاهر .

                                                                                                                                                                                  وفيه الإرشاد إلى مساعدة الزوج وطلب مرضاته ، وفيه أن صبر الرجل على ترك الجماع أضعف من صبر المرأة ، وفيه أن أقوى التشويشات على الرجل داعية النكاح ولذلك حض الشارع النساء على مساعدة الرجل في ذلك .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية