الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4870 96 - حدثنا سعد بن حفص ، حدثنا شيبان ، عن منصور ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن كريب ، عن ابن عباس قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : أما لو أن أحدكم يقول حين يأتي أهله : باسم الله اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، ثم قدر بينهما في ذلك أو قضي ولد لم يضره شيطان أبدا .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، وسعد بن حفص أبو محمد الطلحي الكوفي يقال له الضخم ، وشيبان بن عبد الرحمن النحوي ، ومنصور هو ابن المعتمر ، وكريب مصغر كرب مولى ابن عباس .

                                                                                                                                                                                  ومضى الحديث في الطهارة في باب التسمية على كل حال ، ومضى أيضا في بدء الخلق في باب صفة إبليس وجنوده ، ومضى الكلام فيه هناك .

                                                                                                                                                                                  قوله : ( أما ) بفتح الهمزة وتخفيف الميم حرف استفتاح بمنزلة ألا ، قوله : ( لو أن أحدكم ) كذا في رواية الكشميهني ، وفي رواية غيره بحذف أن ، وفي الذي تقدم في بدء الخلق بحذف : أما لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال ، وفي رواية أبي داود وغيره : لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله ، وفي رواية الإسماعيلي : أما إن أحدكم ، لو يقول حين يجامع أهله ، وفي رواية له : لو أن أحدهم إذا جامع امرأته ذكر الله ، قوله : باسم الله اللهم جنبني ، وفي رواية روح : ذكر الله ثم قال : اللهم جنبني ، وجنبني بالإفراد أيضا في بدء الخلق ، وفي رواية همام : جنبنا بالجمع ، قوله : أو قضي كذا بالشك ، وفي رواية سفيان بن عيينة عن منصور : فإن قضى الله بينهما ولدا ، وفي رواية مسلم من طريقه : فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك ، وفي رواية جرير : ثم قدر أن يكون ، والباقي مثله ، وفي رواية همام : ثم رزقا ولدا ، والفرق بين القضاء والقدر من حيث اللغة ، وأما من حيث الاصطلاح فالقضاء : هو الأمر الكلي الإجمالي الذي في الأزل ، والقدر : هو جزئيات ذلك الكلي ، وتفاصيل ذلك المجمل الواقعة في ما لا يزال ، وفي القرآن إشارة إليه : وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننـزله إلا بقدر معلوم قوله : ( لم يضره ) بفتح الراء وضمها ، قوله : ( شيطان ) كذا بالتنكير ، وفي رواية مسلم وأحمد لم يسلط عليه الشيطان أو لم يضره الشيطان ، معناه لم يسلط عليه بحيث لم يكن له العمل الصالح ، وقال القاضي : لم يحمله أحد على العموم في جميع الضرر والوساوس ، فقيل : المراد أنه لا يصرعه شيطان ، وقيل : لا يطعن في بطنه عند ولادته وفيه نظر لقوله صلى الله عليه وسلم : " ما من مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخا من مس الشيطان غير مريم وابنها " وقيل : لم يسلط عليه من أجل بركة التسمية ، بل يكون من جملة العباد الذين قيل فيهم : إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وقيل : لم يضره في بدنه ، وقيل : لم يضره بمشاركة أبيه في جماع أمه [ ص: 153 ] كما جاء عن مجاهد : إن الذي يجامع ولا يسمي يلتف الشيطان على إحليله فيجامع معه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية