الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الضرب الثالث : من هو مخلص في أعماله ، لكنها من غير متابعة الأمر ؛ كجهال العباد المنتسبين إلى الزهد ، والفقر ، وكل من عبد الله على غير مراده .

والشأن ليس إلا في عبادة الله كما أراد الله .

ومنهم : من يمكث في خلوته تاركا للجمعة ، والجماعات ، والأعياد ، ويرى ذلك قربة ، ويرى مواصلة صوم النهار بالليل قربة ، وأن صيام يوم الفطر قربة ، وأمثال ذلك.

الضرب الرابع : من أعماله على متابعة الأمر ، لكنها لغير الله تعالى ؛ كطاعات المرائين ؛ كالرجل يقاتل رياء ، وسمعة ، وحمية ، وشجاعة ، وللمغنم ليقال ، ويقرأ ويحج ليقال ، ويعلم ، ويؤلف ليقال ، فهذه أعمال صالحة ، لكنها غير مقبولة .

قال تعالى : وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء [البينة : 5] .

فلم يؤمر الناس إلا بالعبادة على المتابعة ، والإخلاص فيها .

والقائم بهما هم أهل إياك نعبد وإياك نستعين [الفاتحة : 5] .

ثم أهل إياك نعبد لهم في أفضل العبادة ، وأنفعها ، وأحقها بالإيثار ، والتخصيص أربعة طرق ، وهم في ذلك أربعة أصناف :

التالي السابق


الخدمات العلمية