الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الدرجة الثامنة

في ذكر من قال: إن هذا شرك يحل الدم والمال ، ويوجب الحرب والقتال بعد قيام الحجة ، وبلوغ الدعوة ، ووصول العلم ، وظهور الكفر منه .

وهذه الأشياء لها قيود ، وشروط أطلقناها في هذا البحث ، ولا تكفير بالظن أيضا .

فاعلم أن الاستقصاء غير ممكن ، وليس بعد كلام الله سبحانه ، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم كلام يطلب الاستدلال به .

فماذا بعد الحق إلا الضلال [يونس : 32] ، ومن أصدق من الله حديثا [النساء : 87] .

والسنة النبوية هي الحجة عند النزاع ، والمرد إذا تنازعت الأشياء .

فمن استدل بها ، أو اعتمد عليها ، فقد أفلح ، ومن استعملها ، ووزن بها ، فميزانه هو الأرجح وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى [النجم : 3] . [ ص: 228 ]

وقد سمعت ما مر من الآيات البينات ، والأحاديث .

وإذا لم تغن البيانات شيئا ، فالتماس الهدي بهن عي ، وإذا ضلت العقول على علم ، فماذا تقول له النصحاء ؟


أنكس كه بقرآن وخبر زونربي أين ست جوابش كه جوابش ندى

لكن سنذكر من كلام العلماء ما يعلم به أنهم ورثة الأنبياء ، ومصابيح الظلام .

فأولهم صديق هذه الأمة أبو بكر -رضي الله عنه - : فإنه قال في قتال أهل الردة : لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ، بل لو منعوني عقالا كانوا يعطونه رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأقاتلنهم عليه .

ولما كفر من كفر من العرب في خلافته ، قاتلهم ، واستحل دماءهم وأموالهم بمحضر من الصحابة -رضي الله عنهم - ، فصار ذلك إجماعا .

وأكبر شيء في ردتهم على تنوعها قولهم : إن مسيلمة الكذاب نبي .

فكيف بمن قال: إن غير الله يعبد ، أو عبده ، واعتقد فيه الألوهية ، وجعله متصفا بها ، وإن لم يقلها بلسانه ؟

ووافقه عمر الفاروق على قتال من فرق بين الصلاة والزكاة بعد أن توقف فيهم ، ثم ظهر الدليل ، فسلكوا سواء السبيل .

التالي السابق


الخدمات العلمية